أحسني إلى أهله تكسبي وده

يامن أراك تسعين لكسب رضا زوجك مبتغية بذلك رضا ربك وجنة عرضها السموات والأرض.. يامن أسمعها تردد دائما على لسانها أحاديث عن المصطفى صلى الله عليه وسلم تذكرنا فيها بعظم حق أزواجنا علينا. أقول لك.. كم رأيتك تحاولين جاهدة الوصول إلى مرتبة الزوجة الصالحة.. التي تسر زوجها إذا نظر، وتطيعه إذا أمر.. فتارة بالكلمة الطيبة، وتارة بالابتسامة الساحرة، وتارة بالتجمل والتطيب.. وتارة بأصناف من الطعام الشهي.. ولكنك أختي غفلت عن ماهو أعظم من هذا كله عند زوجك.. إنها أمه.. تلك الإنسانة التي حملته ووضعته وهنا على وهن وتعبت في تربيته حتى أخرجته رجلا.. ثم هاهو زوج لك.. قد تقولين.. يزورها دائما ويذهب إليها.. وهذا شيء طيب، ولكن أين زياراتك أنت لأم زوجك؟.. أين مكالماتك الهاتفية التي تسألين فيها عن أحوالها وأوضاعها؟ لاتكوني كتلك الزوجة التي منعت أبناءها من الذهاب لزيارة أهل زوجها لأن حياتهم المعيشية أدنى من مستوى حياتها وأهلها.. إنها لاتريد أبناءها أن يتعلموا هذه الطرق البدائية في المأكل والملبس والمشرب.. لماذا يا أخيه.. أليس هذا هو البيت الذي رضيت أن يكون زوجك منه؟ أليس هؤلاء، أمه وأخواته وأحباؤه..؟ إذن فلما الترفع، والتعالي.. وأين التواضع والتودد؟ كلمة أهمس بها إليك: صدقيني كلما أشعرت زوجك أنك تحبين أمه وأهله كلما نلت المكانة الأكبر في نفسه، وازدادت مكانتك عنده.. وتستطيعين التعبير عن ذلك بالكلام الجميل عنهم.. وبالزيارات بين الفينة والأخرى لأهله والهدايا البسيطة. وماعرفت عنك إلا الحكمة والفطنة.. فإن وجدت مايضايقك من أم زوجك أو أهله فادفعي السيئة بالتي هي أحسن... والله يحب العافين.. وتجملي بالصبر.. وتخيلي نفسك مكان هذه الأم بعد سنين، كيف تريدين أن يكون ابنك وزوجته!!.. وكيف ستشتاقين لزياراتهم وسماع أصواتهم.. ثم تذكري أختي الحبيبة العهد الذي بيننا: أن نكون زوجات صالحات.. نكسب رضا أزواجنا.. ومحبة أمهاتهم.