الصحف السعودية تنتقد المحافظين الجدد في الإدارة الأميركية

نددت الصحف السعودية بشدة بالحملة المغرضة للمحافظين الجدد في الإدارة الأميركية محذرة من أنها تضر بالمصالح الأميركية وذلك غداة تصريحات ريتشارد بيرل مستشار وزير الدفاع الذي شكك في تعاون الرياض في مكافحة الإرهاب. وتحت عنوان الصقور يقودون أمريكا إلى أين؟ كتبت عكاظ في افتتاحيتها يبدو أن صقور اليمينيين مصرون على الاستمرار في الخط الذي بدأوه مع الإدارة الأميركية الحالية في فرض الهيمنة على العالم وليس قيادته. وأضافت الصحيفة إذا كان العالم بأكمله يرفض الحرب وسيلة لحل النزاعات (..) فإن واشنطن وحدها هي التي تسبح ضد التيار، ومن تخسر الأصدقاء وتكسب العداوات معتبرة أن الإدارة الأميركية حين تغض الطرف عن حملات تستهدف بالدرجة الأولى علاقات استراتيجية لواشنطن فإنها تعمل ضد المصالح الأميركية. وكان بيرل صرح الأحد لشبكة سي إن إن الأميركية أنه لم ير بعد الدليل على أن السعوديين يقدمون كل التعاون المطلوب في الحرب على الإرهاب كما قال مسؤولون أميركيون. وقال في كتاب صدر أخيرا بأنهم مرشحون إلى محور الشر. من جهتها نددت الوطن بهذه التصريحات غير المسؤولة التي تندرج ضمن حملات مغرضة. وكتبت أن بيرل الذي كان من أبرز المخططين للحرب على العراق لا يعرف غير لغة القوة والقتل والتدمير. وأضافت الصحيفة بسبب ما يقوله بيرل وأمثاله لا نظن أن الولايات المتحدة ستحسن من صورتها في أي مكان من العالم منبهة واشنطن إلى أنه من المحال أن تتحسن صورتها ما لم تبادر من ذاتها إلى تغيير أسلوبها باستخدام العنف والتهديد به. أما صحيفة اليوم فقالت أن بيرل أصبح الآن يكتفي ببعثرة التهم يمينا ويسارا مشيرة إلى أن الرجل الذي كان سعيدا بنعي الأمم المتحدة وسقوط الشرعية التي كانت تنظم علاقات الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية لم يعد سوى نموذج فج لثمرة فاسدة. من جانبها قالت الجزيرة التي تعكس مثل باقي الصحف اليومية السعودية مواقف قريبة من السلطات أن الولايات المتحدة القوة العظمى الوحيدة في العالم لم تعد بسبب التدخل السافر في شؤون الدول عنصر سلام واستقرار بل أداة تقويض وهدم للسلام العالمي. ومنذ اعتداءات 11 أيلولسبتمبر 2001 في الولايات المتحدة التي كان 15 من منفذيها الـ 19 سعوديين تعرضت الرياض إلى انتقادات من واشنطن وخاصة من قبل أوساط ما يعرف بالمحافظين الجدد وذلك لتراخيها في مواجهة الإرهاب.