الصحافة العربية تتناول التطورات في الأراضي الفلسطينية وتحذر من أي تعديلات على خارطة الطريق

حذرت الصحف المصرية من ان أي تعديلات او تحفظات مسبقة على خريطة الطريق قبل بداية عملية التفاوض تعني ان تلك العملية ستواجه مشكلات قد تؤدي الى خروجها عن الطريق مشيرة الى ان هدف ذلك هو حسم قضايا كبرى قبل ان تبدأ المفاوضات وانهاء العملية قبل ان تبدأ، ومن هنا تأتي خطورة ماتفكر فيه الحكومة الاسرائيلية او ماتتحرك فى اتجاهه عمليا، وهو مايجب ان تتخذ الادارة الامريكية موقفا تجاهه بعيدا عن سياسة تجنب المشكلات مع اسرائيل المتبعة حاليا. وقالت ان خريطة الطريق تعد اطارا تفاوضيا يتسم بملامح عامة تحدد الخطوات التى يفترض ان يتم اتباعها للسير فى عملية التسوية السياسية والقضايا التى تمثل جدول الاعمال المفترض بهدف اقامة دولة فلسطينية الى جوار دولة اسرائيل، وبالتالي فانها لاتقدم حلولا جاهزة للمشكلات المعلقة بين الجانبين، ومن هنا تأتي خطورة ماتسميه اسرائيل تعديلات او تحفظات، فالتعديلات تعني إحداث اختلال شديد فى الاطار العام المعلن على نحو يقود الى الاطاحة ببعض القضايا، او تفريغ الخطة من هدفها، او التأثير على مداها الزمني. وتطرقت الصحف المصرية الى الجهود التى تبذلها امريكا الآن لتحريك المفاوضات واعلانها امكان عقد لقاء ثلاثي بين الرئيس الامريكى جورج بوش ورئيسي وزراء فلسطين واسرائيل، وقالت ان الدور الان على اسرائيل كي تتقدم خطوة الى الامام، لأن المنطق يقول ان التحفظات الاسرائيلية يجب طرحها خلال المفاوضات وليس قبلها، لأنها لو بدأت فلن تنتهي، وسيطلب الفلسطينيون ايضا ادخال تحفظات، وهكذا الى ان تنهار العملية. واكدت بأن الخطة المطروحة الآن للسلام تمثل فرصة ثمينة يجب ان ينتهزها الطرفان الاسرائيلى والفلسطينى ويسعيا لإنجاحها، واذا كان البعض يعتقد ان استخدام القوة والسلاح يمكن ان يمتد الى مالانهاية فهو مخطئ، لأن السلام هو القاعدة، والعنف هو الاستثناء. ولفتت الصحف المصرية الى ان الاعتراض الاسرائيلى على عودة اللاجئين الفلسطينيين والاعتراض الامريكى عليه هو عين الصواب، لأن منع اللاجئين من العودة لأراضيهم وديارهم يعني انه ليس السلام الدائم، مما سينجم عنه ظهور تيار العنف من جديد من قبل هؤلاء الذين لهم حق العودة، مؤكدة ان امريكا اخذت على عاتقها تجفيف ما تسميه بمنابع الارهاب فى العالم، وموضوع العودة للفلسطينيين سيكون من المنابع الكبرى. أما الصحف السورية فقد أشارت إلى أن اسرائيل لم تبق لدى الجانب الفلسطيني اية اوهام حيال وثيقة خريطة الطريق التى يبدو انها باتت تشكل حجر الاساس فى التحرك الامريكى الجديد فى المنطقة، وجددت حكومة شارن التأكيد على مواقفها التقليدية المتعنته فى رفض قرارات الامم المتحدة بهذا الخصوص، والاصرار على ان يقبل الجانب الفلسطيني بشروطها واملاءاتها دن ان يحصل بالمقابل على أي شيء. ورأت ان الكرة حاليا فى المرمى الامريكى، فاذا كانت واشنطن راغبة حقا فى انجاح مبادرتها التى يبدو ان الرئيس بوش قرر ان يشرف عليها بنفسه فما عليها سوى ان تحيي دورها المفترض كراع نزيه وحيادى لعملية السلام وتمارس ضغوطها على اسرائيل لإ رغامها على الالتزام بالشرعية الدولية. أما صحف صنعاء فقد أخبرت عن اطلاق قوات الاحتلال الاسرائيلى حملة جديده من المداهمات والاعتقلات فى عدد من مدن الضفة والقطاع فى اطار مسلسلها العدواني المستمر ضد الفلسطينيين، فيما وافقت اسرائيل بتحفظ على مشروع خارطة الطريق للسلام فى الشرق الاوسط.