سيدتي ..كيف تجنبين أطفالك الإصابة بمرض الليشمانيا؟!

يتعرض الإنسان لطيف واسع من الأمراض المنقولة، ومن بين هذه الأمراض مرض الليشمانيا الذي لايفرق بين الجنس (رجلا كان أو امرأة) أو السن (طفلا كان أو كهلا) أو المكان (حضريا كان أو بدويا) وإن كان الأطفال هم أكثر الفئات تأثرا بهذا المرض. فماذا تعرفين عن هذا المرض؟ وكيف تحمين أطفالك منه؟ الليشمانيا يطلق على الأمراض التي يسببها نوع من الطفيليات التي تتطفل على الإنسان والكلاب وحيوانات أخرى من الثدييات. وذبابة الرمل هي العائل الوسيط والناقل لهذا المرض. ويوجد نوعان من الليشمانيا هما: 1- الليشمانيا الجلدية: وتعرف باسم حبة بغداد أو حبة دلهي أو الحبة الشرقية أو الدمل الشرقي أو دمل بغداد، وهذا النوع أكثر شيوعا في المملكة العربية السعودية، وتظهر أعراضه على شكل حبة (دمل) صغير مكان وخز الذبابة الناقلة تتسع تدريجيا حتى يصل قطرها إلى 1.5سم تقريبا ثم تأخذ في التقرح والكبر وتفرز سائلا لزجا يكون قشرة ويصبح مكان القرحة منخفضا في الوسط مرتفعا من الجوانب ثم تأخذ القرحة في الالتئام ويتكون مكانها ندبة منخفضة تبقى مدى الحياة، ويكتسب المريض بعد شفائه مناعة ضد الإصابة بهذا المرض مرة أخرى. 2- الليشمانيا الحشوية: وتعرف باسم (الكالا آزار Kalazar): وهذا النوع أقل انتشارا في السعودية، ومعظم الحالات التي ظهرت كانت بين الأطفال الصغار في المناطق الجنوبية الغربية من المملكة العربية السعودية. وقد سميت بالليشمانيا الحشوية لأنها تصيب الأحشاء الداخلية للإنسان مثل الطحال والقلب والكلية والأمعاء وقد يصاحب المرض أعراض تضخم الطحال تليها مرحلة أخرى في الكبد ويتقدم المرض بتغير لون الجلد ويصبح رماديا وإذا لم يعالج المصاب يمكن أن تحدث الوفاة. مسببات المرض تقوم بنقل مرض الليشمانيا ذبابة الرمل، حيث يكثر أماكن توالدها وتواجدها في شقوق الجدران في المنازل والحمامات غير النظيفة والاصطبلات والمخازن والأماكن المهجورة وفي أكوام الحجارة والقمامة وجحور الفئران وفي الأماكن المظلمة والرطبة والحدائق المنزلية، حيث توجد المواد العضوية التي تتغذى عليها يرقات الذبابة. ويوضع البيض في هذه الأماكن ويفقس بعد حوالي أسبوعين، وتخرج اليرقات وتتغذى على المواد العضوية، وتظل حوالي ثلاثة أسابيع تتحول بعدها إلى عذارى، تعيش حوالي 8 أيام تتحول بعدها إلى حشرات كاملة. تتغذى إناث الذباب على امتصاص دم الإنسان والحيوان بينما تتغذى الذكور على عصارة النبات. وتدخل الذبابة المنازل بعد غروب الشمس، ويزداد نشاطها قرب شروق الشمس حيث تهاجم الأجزاء العارية من جسم الإنسان والخالية من الشعر وتهاجم الأطفال في منطقة الرأس والوجه بشدة. وتغادر الذبابة المنازل بعد ذلك إلى مأواها الطبيعي المشار إليه سابقا. ولاتتمثل خطورة الحشرة في وخزها فقط، بل فيما تنقله من مسبب مرض الليشمانيا حيث تحمل أنثى الذبابة طفيل المرض عادة من أول وجبة دم تحصل عليها من الحيوانات الخازنة للمرض مثل الجرذان البرية أو من دم إنسان مصاب، وتنقلها إلى إنسان سليم حينما تمتص دمه. فبعد أن تلدغ أنثى الذبابة الحاملة لمسبب المرض إنسانا سليما فإنها تحقن فيه الطور المعدي، إذ يهاجم الطفيل النسيج الطلائي للطحال والكبد والأوعية الليمفاوية والنخاع الشوكي والغشاء المخاطي للمعدة ويتكاثر فيها. مما يؤدي إلى ظهور أعراض عديدة منها- كما ذكرنا- تضخم الكبد والطحال وحمى متقطعة تظهر مرتين يوميا مع ضعف عام وصداع وأنيميا وإسهال وظهور بقع ملونة على الجلد في بداية المرض. الوقاية والعلاج من أهم وسائل الوقاية استعمال شبابيك سلكية حول النوافذ والأبواب وإزالة تجمعات الأحجار والمباني المهدمة والمهجورة إضافة إلى سد الفجوات والأنفاق التي تأوي إليها الحشرة، وكذلك تنظيف الحدائق المنزلية من الأوراق المتساقطة ورشها بالمواد الطاردة والقضاء على القوارض والكلاب والقطط الضالة. ويتم علاج القرح التي تظهر على المصاب بدهانها بالجنيتان البنفسجي باستمرار لتجف بالإضافة إلى بعض الحقن التي يقررها الطبيب.