بين المخدرات الطبيعية والمصنعة.إدمان المنبهات والمنشطات

لقد كرم الله ابن آدم بأن جعله خليفة في هذه الأرض ليقوم بإعمارها وبنائها ونشر الخير بين أبنائها. والله سبحانه حذر من الفتنة بمخالفة أوامره، ولعل من أبرز انتشار الفتنة ليس في العالم الإسلامي وحسب بل في العالم أجمع هو الانتشار الكبير للمخدرات وبأصنافها المتنوعة الطبيعية والمصنعة، وما تلحقه من أضرار صحية واقتصادية واجتماعية بالفرد والمجتمع معا. ويعد تناول المخدرات الطبيعية والعقاقير المصنعة ذا أثر خطير لما تحدثه من سموم في الجسم ودمار للنفس، وهنا محاولة لإلقاء الضوء على هذه المخدرات الطبيعية والمصنعة وعلى كيفية تعاطيها سواء عن طريق الفم أو في صورة مادة صلبة أو شراب أو استنشاق أو حقن أو غير ذلك، إلى جانب التعريف بالأضرار والأعراض السلبية الناجمة عن تناولها. وسوف يأخذ الحديث عن المخدرات شكل السلسلة لتكون البداية مع المنبهات والمنشطات بأضرارها وأضرار إدمانها. المنبهات والمنشطات وهي من العقاقير الشائعة التي يندر ألا يتعاطاها أحد سواء كان كبيرا أم صغيرا، ويطلق عليها من الناحية الدوائية وتأثيرها الكيميائي (المحفزات) أو مضادات الكآبة. ومن أكثرها شيوعا النيكوتين الموجود في الطباق (التنباك) والسجائر. وكذلك الكافيين الموجود في الشاي والبن والكاكاو والشيكولاته والمرطبات الفوارة. وأيضا المنبهات ذات الأثر الفعال التي تستخدم من الناحية الطبية كعلاج، لكنها قد تسبب أضرارا خطيرة إذا بيعت بصورة غير قانونية. ومن هذه المنبهات: المنشطات: ويدخل في إطارها الإمفيتامينات وأشباهها والقات وغيرها من المنشطات المصنعة. الإمفيتامينات: وبدأ استخدامها الطبي في عام 1930لعلاج بعض اضطرابات المخ عند الصغار أو تهدئة الاضطرابات الحركية عندهم وإزالة التعب. كما تستخدم أيضا لزيادة اليقظة والسهر وعلاج الزكام حيث تستخدم كمستنشق وكمضعف للشهية وإنقاص الوزن. أما في العلاج النفسي فتستخدم على صورة حقن في الوريد. كما تستخدم الإمفيتامينات لعلاج التسمم بالمنومات ولتعادل المفعول السمي. وعندما اكتشف أثر التعود والإدمان بدأت الشركات المنتجة تقلل من كمية الإنتاج. أما عن آثار استخدام الإمفيتامينات فهي تنحصر في كونها مسكنات للجهاز العصبي. كما يؤدي استخدام العقاقير إلى اليقظة وزيادة الطاقة والنشاط وتقلل من الجوع وتشعر الفرد بالراحة. ومن الأسماء التجارية للإمفيتامين (البنزيدرين). هذا ويؤدي استعمال الإمفيتامينات إلى مجموعة من الأعراض على جسم الإنسان مثل (جفاف الفم، الغثيان، صعوبة التبول، التهيج، الأرق، الصداع، الدوخة، الإعراض عن الطعام وأيضا الإمساك أو الإسهال). وعند تناول جرعات كبيرة قد يرتفع ضغط الدم وتزداد ضربات القلب ويشعر المتعاطي بآلام الذبحة الصدرية إضافة إلى الانعكاسات النفسية وتقلصات عضلات البطن. كما يحدث أيضا، في حال تناول جرعات كبيرة، تدهور عقلي وتغيرات في الرغبة الجنسية وحمى وشعور بالبرد وارتفاع وانخفاض في ضغط الدم إلى جانب الهلوسات والتشنجات والغيبوبة. كما يتهيج المتعاطي ويأخذ سلوكه شكلا عدوانيا. أما الإفراط في التعاطي فإنه يؤدي إلى إدمان نفسي تتفاوت درجاته، وعادة لا يحدث إدمان (عضوي). مظاهر الإدمان من مظاهر الإدمان على الإمفيتامينات التي تحدث للفرد المدمن: ـ حدوث اصطكاك الأسنان وحركات لا إرادية كالمضغ بالفكين. ـ اعتلال الصحة والسلوك الهستيري دون وعي كالسرقة والاستهتار وإهمال العمل أو الدراسة ومغازلة النساء في الطرقات وغيرها. ـ المعاناة من الهلوسات السمعية وتصورات وهمية للاضطهاد. ـ ظهور ما يعرف بمرض باندنج (undingP) وهو تكرار نفس الأعمال دون وعي أو إدراك لما يؤديه، كأن يواصل المدمن تنظيف سيارته عدة مرات في وقت واحد، أو يقوم بفك آلة ما وتركيبها عدة مرات. أو تقوم النساء بتصفيف الشعر أو تغيير الملابس أو طلاء الأظفار أو المكياج عدة مرات في أوقات متتابعة دون ملل. ـ فقدان القدرة على تصويب الأمور والأحكام والشعور بالشك والرهبة مما يحيط به ومن ثم الانطواء والانعزال عن الناس. وقد يحدث أن يحمل المدمن السلاح ويخفيه في ملابسه لممارسة السطو والتهديد واختلاق المشكلات وغيرها من ممارسات أو انحرافات سلوكية تزيد من انتشار الجريمة بين المدمنين. وفي القديم كان إدمان مثل هذه العقاقير منتشرا جدا بين النساء والطلاب على اعتبار أن النساء كن يستخدمن العقاقير من أجل التخسيس فيما يستخدمه الطلبة بقصد السهر للاستذكار، ومع الوقت يحدث الإدمان دون أن يشعر المتعاطي. مضعفات الشهية وهي تسمى مشابهات الإمفيتامينات وهي أيضا (الإمفيتامينات والديكستروإمفيتامين والميثامفيتامينات) وهي تتشابه في تأثيرها، أما الاختلاف فيما بينها فيرجع إلى التحليل المعملي. وتحتوي مضعفات الشهية على عقاقير (الفينفلورامين والبوندراكس) وهما يستخدمان لتهدئة الجهاز العصبي بدلا من تنشيطه فيشعر المتعاطي بالشبع بعد استعمال العقار دون تناوله الطعام، حيث يسبب النشوة والنشاط. ويؤدي الاستعمال المنتظم إلى الاعتماد النفسي والعضوي البسيط كما يؤدي الامتناع المفاجئ عنه إلى الاكتئاب بعد مرور أربعة أيام عن الامتناع. أما مضاعفات مضعفات الشهية فيمكن حصرها في النعاس والاكتئاب والإسهال وأيضا الضعف الجنسي.