صرخة عانس..!؟

أنا فتاة على مقربة من الثلاثين من عمري، ومشكلتي أنني إلى الأن لم أتزوج، والسبب في ذلك... هذه مقدمة آلاف الشكاوى التي نراها ونسمعها ونقرؤها هنا وهناك.. فيا ترى إلى متى لانعطي هذه الظاهرة حقها من الاهتمام والتحليل والعلاج.. ومن هو المسؤول عنها؟ أهو الأب الذي يرد الخاطبين.. أم هي الفتاة التي لايعجبها أحد من المتقدمين.. أم هي العادات والتقاليد من مثل اختلاف قبيلة عن أخرى.. أم هو إغراء التعليم ومواصلته.. أم هو زواج الشاب من غير بنات بلده.. أم.. أم.. إلى آخر الأمات وما أكثرها!! فالأرقام تقول إن نسبة العوانس (وهن اللاتي بلغن الثلاثين سنة) وصلت في إحدى الدول العربية إلى أكثر من 33? من مجموع النساء فقد نشرت الصحف نقلا عن آخر الإحصائيات أن عدد العوانس بلغ أكثر من مليون ونصف، إضافة للاتي هن أقل من الثلاثين عاما خصوصا أن أكثر السكان من الشباب والشابات.. فهي ظاهرة وليست مجرد مظهر.. والأسباب منها مايعود إلى البنت أو الولي أو الشاب وهذا مرده إما العادات والتقاليد أو أسباب اجتماعية عامة.. فمنها غلاء المهور وصعوبة النفقة واشتراط القبيلة واشتراط الترتيب بين البنات في الزواج وجشع وطمع بعض الآباء وإحجام القادرين على التزوج أو التعدد ورفض الخاطب إذا كان متزوجا والتذرع بإكمال الدراسة، إضافة لأزمة المساكن وارتفاع أسعار وأجور المساكن وضيق فرص العمل وعدم وجود الزوج أو الزوجة المناسبة أو عدم طرق الباب.. لذا لابد أن نكون جادين بالعلاج وحاملين للمسئولية الجماعية ومن ذلك تخفيف المهور واشتراط الكفاءة لاالقبيلة وعدم الترتيب بين البنات والعمل على حل أزمة المساكن تملكا واستئجارا وإيجاد فرص العمل.. كما يجب أن يقوم الرجل بصفته وليا بالواجب ولايجعل البنت ضحية، وكذلك قيام المخطوبة بدورها وخصوصا في مسألة التعدد.. فهناك مسؤولية فردية للشاب والفتاة والولي وكذلك جماعية للمجتمع منطلقين من قوله تعالى: وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم، وعاملين بقوله صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عظيم.. وبما أن (الله يزع بالسلطان مالايزع بالقرآن) فعليه أرى وجوب إنشاء جمعيات خيرية في كل مدينة ومحافظة، لتساهم في تشجيع الشباب والشابات على الزواج ونشر الوعي في المجتمع فضلا عن المساعدة المادية والحسية والمعنوية.. ويجب ألا يقف دور الجمعيات على معالجة العنوسة ومكافحتها فحسب، بل تهتم باليتيمات منهن والأرامل وكذلك المطلقات اللاتي بلغت نسبتهن مايزيد عن 23? من حالات الزواج، وفي بعض المناطق بلغت نسبة الطلاق قرابة الثلث 33?، وكذلك يجب أن تقوم هذه الجمعيات بالمحافظة على الزيجات القائمة وإصلاح ذات البين لتقليل حالات الطلاق.. فيا ترى هل ندرك حجم هذه الظاهرة وأسبابها ووسائل علاجها وأثرها على المجتمع دينيا وأخلاقيا وأمنيا واقتصاديا واجتماعيا بل واستراتيجيا.. أم يكون لسان حالنا فقط: دع الأيام تفعل ماتشاء وطب نفسا إذا حكم القضاء!!! ولنستحضر صرختها وهي تقول: ماإن وضعت رأسي على الوسادة حتى تداعى ذاك الشريط الذي يتكرر كل ليلة: يدي في يد عريسي ليلة الزفاف.. ولكنها أحلام.. فهل نسعى لجعلها حقيقة.. أرجو ذلك..