نقل البيانات ووسائل الاتصال الحديثة

تشير توقعات المختصين إلى أن عدد المتصلين بالإنترنت في عام 2005 سيصل إلى المليار عبر العالم، وسيتطلب ذلك ايجاد وسائل أسرع للاتصال ونقل البيانات تتعدى تلك التي تقدمها وسائل الاتصال التقليدية، ومهما اختلفت التشريعات الحكومية التي تنظم سلوكيات مستخدمي الإنترنت فإن الواقع يشير إلى أن تزايدهم على النحو المذكور سيشكل ضغطا متزايدا على شركات تزويد الإنترنت ISP، لذلك فإن الحاجة إلى تطوير وسائل جديدة للاتصال لا ترتكز فقط على السرعة بل على نقل كميات أكبر من المعلومات. الكلمة التي تتردد أكثر من غيرها على شفاه متخصصي الشبكة ومستخدميها ممن يعون الحاجة إلى موجات أوسع من الاتصال هي تكنولوجيا النطاق الموجي العريض أو ما يسمى Broadband technology، والنطاق الموجي العريض هو شكل من أشكال التكنولوجيا التي تسمح بنقل البياناتData من خلال مجموعة من القنوات المتوازية التي تعبر خط كابل واحد، ومن الأمثلة الأسهل لنظام التردد العريض هو التلفزيون عبر الكابل والذي ينقل كمية هائلة من المعلومات للمشاهدين بسرعة كبيرة، لكن هذا المصطلح يستخدم بشكل عام للدلالة على الدوائر (Circuits) والإشارات عالية السرعة لاسيما تلك المرتبطة بالإنترنت مثل الكابل وخطوط الاشتراك الرقميةDSL، فبينما يؤمن الاتصال التقليدي بالإنترنت من خلال مودم، وخط هاتف بمتوسط سرعة اتصال يبلغ 56كيلو بيت بالثانية، فإن الاستفادة من الجيل الجديد من تطبيقات الإنترنت، كالفيديو والموسيقى والموسوعات التفاعلية على الشبكة والعمليات التجارية المعقدة، يتطلب الانتقال إلى تكنولوجيا التردد العريض، كما أن التقنية الجديدة تؤمن للمستخدم إلى جانب السرعة العالية في نقل البيانات اتصالا دائما بالإنترنت من دون حاجة إلى خط هاتف مع دفع كلفة خدمة مرتبطة بكمية المعلومات أو البيانات المرسلة والمتلقاة أو بالوقت الذي يتطلبه ذلك فقط. إمكانية التشويش المشكلة الأساسية لهذه التقنية تكمن في إمكانية التشويش عليها من قبل عوامل مختلفة من طقس أو حواجز، بالإضافة إلى انخفاض سرعتها عند زيادة عدد المشتركين في الخدمة في المنطقة نفسها، بالاضافة إلى الكلفة العالية لها مقارنة مع أنظمة الاتصال بالمودم والهاتف العادي، يتضمن الاتصال عبر النطاق الموجي العريض عددا من النظم التي تتشابه في ارتفاع سرعة نقلها للبيانات، وإن كانت تختلف في هذه السرعة كما في وسائل الاتصال التي تستخدمها DSL و ADSL وهو نظام اتصال عالي السرعة. ومن إيجابيات هذه التقنية هو إمكانية الاتصال بالإنترنت مع الإبقاء على إمكانية القيام أو استقبال اتصال هاتفي، أما سرعة الاتصال فتقدر بـ 51ميغابيت بالثانية وهي لا تتطلب وضع خطوط جديدة، غير أن سلبياتها تكمن في أنها تعمل بشكل أفضل كلما كان المستخدم أقرب إلى الشركة المزودة للخدمة ISP، كما أنها أسرع في عملية استلام المعلومات منها في حال إرسالها، وهذه التقنية ليست منتشرة إلى حد الكفاية. يشكل نظام ADSL أكثر أنواع DSL انتشارا حتى الآن وهو يؤمن عمليا سرعة اتصال قصوى تقدر باثنين ميغابيت في الثانية لإنزال المعلومات وسرعة تتراوح بين 640 و64 كيلو بيت في الثانية لإرسال المعلومات من المستخدم إلى الشبكة، و يسمى غير متناسق (Asymmetric) لأن سرعة إنزال المعلومات عبره أكبر من سرعة إرسالها لأن غالبية المستخدمين للإنترنت ينزلون معلومات أكثر مما يرسلون. نقل المعلومات كما أنه كلما زادت المسافة بين مستخدم الإنترنت وبين مزود الخدمة قلت سرعة نقل المعلومات، وتتوفر هذه الخدمة في الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية وهي تتنافس مع خدمة الكابل-المودم، والإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية، وتعد الأبحاث المستقبلية بتأمين خدمة متطورة تسمى VDSL بسرعة تصل إلى 52 ميغابيت في نقل المعلومات إلى المستخدم للإنترنت Downstream و16 ميغابيت في إرسالها منهupstream لكنها أيضا لا تعمل إلا على مسافة قريبة من مزود الخدمة. نظريا، تستطيع هذه التقنية تأمين اتصال بالإنترنت أسرع من ذلك الذي تؤمنه تقنية ADSL لكن الاتصال عبر الكابل يتشارك فيه عدد من المشتركين في المنطقة نفسها أو الحي مما يخفف من سرعة الاتصال لدى كل منهم، لاسيما إذا كانوا يعملون في الوقت ذاته، ولا يحتاج المشترك بالكابل إلى مودم خاص إذ إن المعلومات ترسل عبر الطريقة الرقمية مما يعني أن المستخدم لا يحتاج إلى مودم لتحويل المعلومات إلى النظام الرقمي كما هي الحال عند استخدام خط الهاتف للاتصال، ويحتاج الحصول على هذه التقنية إلى مد كابلات في الهواء أو تحت الأرض. عبر الأقمار استخدمت الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية سابقا لتطبيقات مثل خدمات الإنقاذ والطوارئ أو للاحتياجات المتخصصة للصناعة مثل البث الإذاعي، وقد شهدت نهاية عقد التسعينات ظهور أنظمة أقمار اصطناعية محمولة والتي ركزت بشكل اكبر على الصوت مع تقديمها بعض الدعم للبيانات بهدف الوصول لجمهور عريض، وبالرغم من ان مستخدمي محطات الأقمار الاصطناعية قاموا بشراء أنظمتهم بشكل أولي من أجل الصوت إلا أن السنوات القليلة الأخيرة شهدت زيادة ملحوظة في عدد الأنظمة لنقل البيانات لا سيما بالنسبة لمستخدمي الإنترنت في المناطق النائية والذين يسعون وراء اتصال سريع، ولا تستخدم هذه التقنية خطوط الهاتف أو نظام الكابل، إنما تستخدم صحونا لاقطة لإرسال القمر الاصطناعي ذي اتجاهين upload وdownload ، وتبلغ سرعة الاتصال الصاعد أي إرسال البيانات من المستخدم إلى القمر الاصطناعي50 كيلو بيت مقابل 500 كيلوبيت في الثانية لعملية إنزال البيانات من القمر إلى المستخدم، مما يجعل هذه التقنية أسرع عشر مرات من المودم العادي، يتطلب هذا النوع من الاتصال التزود بصحن لاقط بقطر قدمين إلى ثلاثة أقدام بالإضافة إلى اثنين من المودم للإرسال بالاتجاهين، وكابل لربط الصحن اللاقط بالمودم. وعادة ما تكون الأقمار الاصطناعية المستخدمة في هذه التقنية موجودة في مدارفوق خط الاستواء، وكما هي الحال بالنسبة للمحطات التلفزيونية الفضائية، يمكن أن يتأثر الاتصال بالانترنت عبر الساتلايت بوجود أشجار أو بالأمطار الغزيرة، إلا انه في السنوات القليلة الماضية ازداد الاهتمام في استخدام الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية لتوفير وصول مرن وقوي لشبكة الإنترنت الواسعة وكذلك لشبكات الحكومة والشركات والشبكات الداخلية المبنية ضمن تكنولوجيات الإنترنت واستخدام آليات الحماية كالشبكات الخاصة الافتراضية VPN وتسمح تقنية نقل حزم البيانات المتحركة ISDN لمستخدمي محطات الأقمار الاصطناعية من الوصول إلى الشبكات الداخلية لمؤسساتهم وكذلك توفير اتصال من نقطة لنقطة لبعض الخدمات مثل نقل البيانات. ومع توفر إمكانية الاتصال عبر الأقمار الاصطناعية والتي تقدم سرعات عالية للربط القياسي أو الاتصال الرقمي اللاسلكي بغض النظر عن الموقع يتوقع أن يتزايد عدد المستخدمين بشكل ملحوظ لاسيما وأن هذه التقنية يمكنها أن تغني عن وضع بنى تحتية خاصة.