تناغم مدبر بين الصحافة والجيش الأميركي لتغطية الحرب المحتملة

إذا بدأت القوات العسكرية الأميركية الحرب في العراق فسيكون ذلك برفقة مئات الصحافيين من العالم اجمع في تناغم مدبر لا سابق له بين الصحافة والجيش الأميركي. وقد دعا البنتاغون وسائل الإعلام إلى إرسال اكثر من 500 صحافي إلى ميدان القتال لتغطية هذه الحرب. وخمس هؤلاء الصحافيين على الأقل ينتمي إلى مجموعات ومنظمات أجنبية مثل محطة الجزيرة الفضائية القطرية التي برزت بعد اعتداءات 11 أيلولسبتمبر من خلال بث أشرطة أسامة بن لادن. وقال بريان وايتمان مسؤول الإعلام في البنتاغون الذي وضع خطة تغطية النزاع إلى انه لم يقارب شيء هذا المستوى، على ما اذكر. وأضاف خلال الحرب العالمية الثانية، كان هناك على الأرجح عشرات الصحافيين في يوم الإنزال في النورماندي. وهذه الخطة الإعلامية مختلفة جدا عن تلك التي وضعت خلال حرب الخليج عام1991 حين سمح فقط لبعض مجموعات المراسلين الأميركيين بالوصول إلى الجبهة حيث كانوا مصدر معلومات لبقية الوسائل الإعلامية، أو عن خطة حرب أفغانستان حين وصل الصحافيون بأنفسهم إلى مناطق سيطرة تحالف الشمال بالسيارات الرباعية الدفع أو على الأحصنة. وتعود آخر مرة كانت لوسائل الإعلام فيها متابعة كبرى لعمليات المعارك الأميركية إلى حرب فيتنام. وبعد 30 عاما لا يزال الجدل محتدما بين المؤرخين والأوساط العسكرية حول واقع معرفة ما إذا كانت التغطية الإعلامية آنذاك ساهمت في تأليب الرأي العام الأميركي ضد الحرب. وفي أفغانستان، يعتبر الجيش الأميركي أيضا انه اضطر لمواجهة بيانات تتحدث عن خسائر مدنية أصدرتها طالبان من أجل اجتذاب تعاطف العالم الإسلامي ولم يمكن تأكيدها من مصدر مستقل. وهذه المرة يأمل مسؤولو البنتاغون في أن تؤدي مشاركة الصحافة وشهادات المراقبين المحايدين إلى إثبات فعالية وقدرات الجيش الأميركي. ويؤكد البنتاغون أنه سيكون أكثر أمانا للصحافيين أن يسافروا مع الوحدات بدلا من المغادرة بشكل منفرد، وقد نظم تدريبا لاكثر من 230 مراسلا من أجل التمكن من معايشة ظروف الحرب. لكن سيكون على الصحافيين الذين سيواكبون تحركات القوات الأميركية الالتزام ببعض المتطلبات، يقول البنتاغون إن هدفها الرئيسي تأمين سلامة القوات وأمن العمليات، لكنها ستؤدي حتما إلى رقابة مقيدة للمعلومات من قبل القوات الأميركية. وسيكون بوسع الصحافيين التحدث عن الخسائر ومقابلة الجرحى لكن ليس التعريف عن هوية الضحايا قبل اطلاع عائلاتهم على الأمر. وسيكون عليهم نقل تجهيزات الاتصال الخاصة بهم، وأن ينالوا موافقة قيادة الوحدة العسكرية قبل بث أخبار حول عملية ما. ويجازف الصحافيون الذين لا يحترمون هذه المتطلبات بالتعرض للطرد.