تقنية الـ UWB الجديدة تطارد الواي فاي والبلوتوث

تعتبر تقنية النطاق الواسع الفائق Ultra-wideband UWB المعيار الأحدث في عالم نقل المعلومات لاسلكيا. حيث تقدم أكبر سرعة نقل بيانات لاسلكيا تصل إلى أكثر من 100 ميجابايت في الثانية، أو أسرع بعشر مرات من معيار الواي الفاي 802.11b كما أن المعيار الجديد UWB يستخدم طاقة أقل من البلوتوث والواي فاي. وما يجعل تقنية UWB مختلفة جدا هو استخدامها الفذ لموجات الراديو. كما يمكن لتقنية UWB أن تبث تدفق كمية كبيرة جدا من المعلومات عبر حزم من الترددات، ومن هنا جاءت تسميته بالـ Ultra-wideband. وفي فترات زمنية قصيرة جدا: حيث تنقل البيانات على شكل ملايين النبضات في الثانية وتجمع في الجهة الأخرى ليتم استقبالها بواسطة جهاز آخر يدعم تقنية الـ UWB عندما تصل إليه. ولهذا، فإن الأجهزة المزودة بتقنية UWBستكون قادرة على مشاركة نطاق إرسال الراديو مع الخدمات الأخرى الموجودة حاليا، كالواي فاي. وتأتي قضية التشويش أو التداخل لتكون محط الجدل، حيث يقول مؤيدو معيار UWB بأن هذه التقنية لن تسبب أي تشويش أو تداخل مع معدات الواي فاي، إلا أن مسئولي كبرى شركات الاتصالات ليسوا متأكدين، ولم يجزموا بذلك تماما حتى الآن. يذكر أن هذه الشركات تحارب تطوير المعيار الجديد UWB منذ سنوات عدة، لخوفهم من حدوث مشاكل في شبكاتهم الحالية. ومع هذا، قامت منظمة الاتصالات الفدرالية في الولايات المتحدة الأمريكية بإعطاء الضوء الأخضر لتطوير هذه التقنية. ويرى المحللون الآن أن معيار UWB على أنه أحدث المنافسين للواي فاي والبلوتوث. حيث إن معدل نقل البيانات الفائق للـ UWB، سيسمح بمنافسة سيطرة الواي فاي على السوق اللاسلكي من ناحية السعر. و بحسب تقرير صدر مؤخرا عن شركة الأبحاث In-StatMDR، فإن تقنية الـ UWB ستضرب السوق في أواخر عام 2003م على شكل مجموعة شرائح إلكترونية تدعم هذه التقنية الحديثة UWB. وبرغم أن الواي فاي أبلت بلاء حسنا في مجال نقل المعلومات وغاياته، إلا أن هنالك العديد من الأسئلة التي ظهرت حول قدرة معيار 802.11x في تزويد الدعم الكافي لتطبيقات الفيديو والأوديو المتدفق. ومن أهم ميزات المعيار الجديد لنقل البيانات لاسلكيا UWB، مخاطبته لكل الثغرات ونقاط الضعف التي أظهرها معيار الواي فاي 802.11x. وطبقا لبعض المحللين، فإن من المسائل التي تجعل الـ UWB أفضل من البلوتوث هو تمتعها بنسبة نقل بيانات أعلى، وغياب التشويش والتداخلات، والنطاق القصير، الذي عادة يكون حوالي 30 قدما. ومع سرعة نقل البيان التي تتخطى 100 ميجابايت في الثانية الواحدة، ستكون UWB مثالية لنقل ملفات كبيرة الحجم عبر مسافات قصيرة، وأيضا لتدفق الفيديو أو الأوديو بين الكاميرات الرقمية أو مشغلات الإم بي ثري من جهة والكمبيوترات الشخصية من جهة أخرى. استثمار الشركات في الـ Ultra-wideband : وقد عبر عدد من الشركات عن اهتمامها بتقنية الـUWB. وكانت إنتل إحدى هذه الشركات، والتي أعلنت في مطلع هذا العام أنها تختبر وضع تقنية UWB في بعض مجموعات الشرائح الخاصة بها. وفي نفس الوقت، تقوم بعض الشركات الرائدة في هذه المجال بتقديم مجموعات الشرائح الإلكترونية التي تدعم هذه التقنية كشركة تايم دومين Time Domain الأمريكية التي منحتها وزارة الدفاع الأمريكية في يوليو 2002م عقدا بقيمة 3 ملايين دولار لتطوير وحدات رادار المراقبة، والتي تدعى سولجرفيجن SoldierVision، والتي تستخدم تقنية UWB لتمكين الرؤية عبر الجدران. وبالنسبة لشركات تشغيل شبكات الاتصال اللاسلكية التي استثمرت عشرات المليارات من الدولارات في مشاريع ومزادات في مجال وحيز عالي التكلفة، تأتي تقنية الـUWB لتسمح باستخدامات أكثر فعالية لترددات الرايو الموجودة حاليا، فضلا عن كونها تطويرا مرحبا به من قبل هؤلاء القلقين حول تخطي عامل الاستطاعة في شبكاتهم. وفي الوقت الذي لا تزال فيه كيفية عدم تداخل وتشويش تقنية الـ UWB مع التقنيات الموجودة حاليا والتي تستخدم موجات الراديو غير محددة وغير مؤكدة بعد، فليس لها مكان في أسواق الشبكات المنزلية. ولا شك بأنها ستدخل بيوتنا في يوم من الأيام، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هو: متى سيتحقق ذلك؟.