الترميم .. فن يحتاج إلى تصميم !

نعيش اليوم في عالم تتسارع فيه عجلة التغيير بشكل كبير، والعمران من أكثر المجالات تأثرا بهذا التغيير وأعظمها تكلفة، إذ يشاهد المرء أن مواد البناء تتجدد أشكالها وأنماطها بشكل فصلي، وتستهدف كل غرفة في المسكن مما يعطي خيارات واسعة للأسرة في تغيير شكل مسكنها كلما رغبت في ذلك. وتهدف أعمال الترميم في مجمل الأحوال إلى إحداث تجديدات في المسكن من خلال تغيير أربعة عناصر: - الأرضيات: بتغيير نوعيتها. - الحوائط: بطلائها أو إزالة بعضها. - الأسقف: بتغيير شكلها أو إضافة أعمال جبسية أو وحدات إنارة عليها. - الاكسسوارات المعمارية. والسؤال الذي يمكن طرحه هنا: هل للترميم تصميم؟ ومن يشرف على الترميم؟ هذا السؤال ربما يؤدي إلى تساؤل البعض: هل هناك حاجة لتصميم الترميم؟ فبعد سنوات من السكن في المنزل والتعرف على جوانبه يصبح صاحبه مؤهلا ليقوم بنفسه بإجراء ذلك التعديل. لكن الحقيقة غير ذلك، فهناك حاجة ماسة لعمل تصميم للترميم قبل الشروع فيه. وللأسف فإن كثيرين يتجاهلون عمل تصور مبدئي لأعمال الترميم على شكل رسومات واستشارة معماري أو مكتب هندسي قبل البدء في أعمال الترميم، وتكون النتائج تصميم الترميم على الواقع بالهدم والبناء على الطبيعة، وهو عمل عالي التكلفة وربما كان عملا لاينتهي. إن عمل التعديلات على الرسومات لايكلفنا شيئا يذكر، ولذا فإن طلب رسم مخطط للمباني وعمل قياسات للغرف كما نفذت على الواقع إذا لم تكن موجودة في الأصل، ومن ثم رسم تصور واضح من خلال تلك الرسومات لما سيتم تنفيذه في عملية الترميم يسهل تنفيذ العمل بشكل كبير. فمثلا في الأرضيات إذا كانت هناك رغبة في استبعاد الفرش واستبداله ببلاط السيراميك أو البورسلان فلابد من عمل قياسات للغرف بشكل دقيق حتى تعرف بداية فواصل البلاط ونهايتها. كما أن عمل الرسم الهندسي يقلل من عنصر المفاجأة في عملية الهدم بدل أن يعترض الهدم لأي عنصر إنشائي كالأعمدة التي يشكل إزالتها خطرا يهدد بسقوط المبنى. ولذا فعلى من يرغب في إجراء تعديل في المسكن أن يقوم بتصميمه على الورق قبل تنفيذه، وباستكمال الرسومات المعمارية التي توضح الأبعاد بدقة، ومن ثم استشارة معماري في إجراء التعديلات المطلوبة لتكون النتائج المرجوة من التعديل أكثر فائدة وأقل تكلفة.