دراسة .. برامج الرسوم المتحركة المستوردة تؤثر سلبا على الطفل العربي

أكدت دراسة للمجلس العربي للطفولة والتنمية أهمية وظيفة التليفزيون للطفل العربي باعتبارها تنافس وظيفة الأب والأم، مؤكدة أن برامج الرسوم المتحركة المستوردة في معظمها تؤثر سلبا على الأطفال، لكونها لا تعكس الواقع ولا القيم العربية ولا حتى تعاليم الدين الإسلامي. وذكرت الدراسة أن هذه البرامج تأتي حاملة لقيم البلاد التي أنتجتها، وتعكس ثقافتها، موضحة أن برامج الرسوم المتحركة تلقى درجة تفضيل عالية من بين البرامج والفقرات التليفزيونية لدى الطفل، وهو ما يؤكد الأثر الواضح للتلفزيون على الأطفال العرب. وأشارت في ذلك إلى ترديد الأطفال للألفاظ والعبارات التي يسمعونها، وكذلك تقليد الحركات والأصوات التي تصور شخصيات أو حيوانات إضافة إلى تقليد بعض اللهجات والشخصيات في سلوكها وفي أزيائها، مبينة أنه على الرغم من سلبيات بعض البرامج فإنها مسلية للأطفال، وتزودهم بالمعلومات وتنمي مواهبهم. وأكدت الدراسة أهمية الدور التربوي لأفلام الكرتون ومسلسلات الأطفال، حيث يمكنها المساعدة في نمو الطفل اللغوي والاجتماعي والوجداني والانفعالي، وإمداده بالخبرات الحياتية، وهو عكس ما تقدمه الأفلام والمسلسلات المستوردة للأطفال. الخصائص النفسية وأشارت إلى أن الأفلام والمسلسلات المستوردة تعمل على بث المخاوف في نفوس الأطفال وتكسبهم القيم غير الملائمة للطفل العربي ولا تساعد على تعديل سلوكه، كما أنها لا تراعي الخصائص النفسية للأطفال. وطالبت الدراسة بتفعيل دور مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربية، عبر تزويدها بالدعم المالي والبرامج المقترحة وتبادل الخبراء والفنيين بين التليفزيونات الخليجية في مجال الإنتاج للطفل، وطرح مسابقات في مجال الإبداع البرامجي للطفل العربي على مستوى الخليج. وأشارت الدراسة إلى ميثاق الشرف الإعلامي العربي الذي أقره مجلس وزراء الإعلام العرب في تونس عام 1977، والذي ينص على انه ليس من الضروري أن تقدم كل البرامج لكل الناس في كل وقت، مطالبة بضرورة مراعاة احتياجات دول الخليج الثقافية وتربية الطفل عناية خاصة في الخدمات التليفزيونية. وأشادت بميثاق العمل التلفزيوني بدول الخليج العربي الذي ركز على الأخلاقيات التي تتعلق باختيار المواد الأجنبية وأثرها على الطفل، مطالبة بالحرص على أن تكون متضمنه مالا يسيء إلى القيم الدينية والاجتماعية والثقافية لجمهور المشاهدين، أو يؤذي مشاعرهم الوطنية والقومية والإنسانية، أو يسبب حرجا للسلطات السياسية للبلاد. الحذر من البرامج الأجنبية كما طالبت مسؤولي التلفزيون في الدول الخليجية بتوخي الحذر بالنسبة للبرامج الأجنبية، بحيث لا تقدم للأطفال والشباب نماذج يحتذونها تتعارض مع تنشئتهم وفق الأهداف التي يرتضيها المجتمع، مع استبعاد تلك البرامج التي تعمد إلى إثارة نوازع الجنس أو العدوان أو تسبب الفزع أو تبرز العنف بما يتنافى مع القيم الإنسانية. وأوضحت الدراسة انه لو تم تطبيق ميثاق العمل التليفزيوني بدول الخليج العربي لما شوهدت نماذج من الكرتون الممثل للعنف على شاشات التليفزيون بهذه الدول، مطالبة بإنشاء لجنة خاصة في كل دولة لمتابعة تنفيذ بنود هذا الميثاق. وأكدت ضرورة إيلاء عناية خاصة لبرامج الأطفال في الأقطار العربية والخليجية، خاصة في ظل إعلام متنوع يبث عبر الأقمار الصناعية في كل بقاع العالم إنتاجا إعلاميا من إفراز ثقافات متعددة جعلت الغلبة فيها للأقوى في الإبداع والنشر والتوزيع.