تعدد الزوجات يستميل الرجال ويثير غضب النساء في ماليزيا

يبدو أن نظام تعدد الزوجات يستهوي عددا متزايدا من الرجال في ماليزيا، غير أن النساء يثرن على هذا الحق الممنوح للرجل بالاقتران بأكثر من امرأة في هذا البلد الذي يدين معظم سكانه بالإسلام. وعبر احد السياسيين عن تأييده لتعدد الزوجات، حتى انه اقترح تكريم النساء اللواتي يسمحن لزوجهن باتخاذ زوجة ثانية وتقليدهن ميداليات. غير ان بريق الميدالية لم يبهر على ما يبدو الماليزيات اللواتي بقين على مواقفهن الرافضة للمسألة. وقالت روزانا اودين الناطقة باسم جمعية سيسترز اين ايسلام (الشقيقات في الإسلام) نطالب القانون بوضع قيود على ممارسة تعدد الزوجات. وكل البوادر تنذر بأن المعركة ستكون قاسية. وأعلنت حكومة ولاية برليس شمال ماليزيا عزمها على إلغاء شرط حصول الرجل على موافقة خطية من زوجته لاتخاذ زوجة ثانية. ويهدف هذا الإجراء إلى وقف هجرة الماليزيين الذين يعبرون الحدود للزواج في الجنوب الإسلامي لتايلاند حيث الشروط أكثر تساهلا. ويتفاوت الوضع من ولاية إلى أخرى في ماليزيا، بحسب طريقة تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، غير أن موافقة الزوجة الأولى شرط مفروض بصورة عامة على الرجل قبل اتخاذ زوجة ثانية. وقالت ايفي جوزياه الأمينة العامة المنفذة لمنظمة غوث النساء نعتقد أن تعدد الزوجات لم يعد ضروريا اليوم. فالقرآن حلله في ظروف وبيئة محددة. وحان الوقت لمناقشة الموضوع. ويعتبر البعض على غرار علي شيخ أحمد مشرع ولاية جوهر الذي اقترح تكريم الزوجات الموافقات، إن تعدد الزوجات يمكن أن يشكل حلا لعدد من المشكلات الاجتماعية، كتوفير فرصة الزواج للفتيات اللواتي ينجبن طفلا غير شرعي. وترفض روزانا اودين هذه الحجة، معتبرة انه من المثير للسخرية القول ان تعدد الزوجات يمكن ان يمثل حلا للمشكلات الاجتماعية، لان الأمر عكس ذلك تماما. غير أنها لا تذهب إلى حد طلب حظر تعدد الزوجات، مكتفية بالإشارة إلى أن النبي محمدا لم يتخذ زوجات شابات بدافع الرغبة. ويؤيدها الرأي الزعيم الروحي للحزب الإسلامي الماليزي نك عزيز نك مات، مؤكدا أن الرجل الذي يتخلى عن زوجته الأولى بعد أن استنفد كل عذوبتها ينبغي جلده إلى أن يصبح عاجزا. ويقترح الزعيم المعارض أن يميز القانون ما بين الذين يتخذون زوجة ثانية بدافع الرغبة وأولئك الذي يفعلون بدوافع نبيلة. غير أن ايفي جوزياه لا تقبل بهذا التمييز، نافية أن يكون هناك دوافع كريمة أو غير كريمة لتعدد الزوجات. وتقول لم أتلق حتى الآن اتصالا هاتفيا من امرأة تعرب لي عن سرورها بعد أن اتخذ زوجها زوجة ثانية.