صحف الخليج لقمة الدوحة: نسقوا المواقف لحماية دول وشعوب المجلس

اهتمت الصحف الخليجية في افتتاحياتها بالدورة الثالثة والعشرين للمجلس الأعلى لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي بدأت السبت21-12-2002 في الدوحة.. واتفقت معظم الصحف على أهمية انعقاد القمة الخليجية في ظل الأحداث والمتغييرات الدولية والظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة والآمال المرجوة منها . وفى مسقط أكدت صحيفة عمان أن قمة دول مجلس التعاون بالدوحة تعتبر من القمم الهامة والتاريخية.. وأوضحت أنه إذا كانت قد سبقتها 22 قمة أخرى إلا أن قمة الدوحة لها وضعيتها وحساسيتها الخاصة، حيث إنها تأتي متواكبة مع مجموعة من الأحداث والمتغيرات الدولية، وفي ظل ظروف دقيقة تمر بها المنطقة، وتلقي بظلالها وخلفياتها المختلفة على الشعوب الخليجية، ولعل من أبرزها احتمالات الحرب في العراق، والموقف المتأزم في الأراضي الفلسطينية، وتواري احتمالات الحل السلمي مع قيام إسرائيل بتشديد قبضتها على الفلسطينيين، والحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد الإرهاب، وما انبثق عنها من توجيه الاتهامات بدون أدلة ضد العديد من الدول، وحتى ضد الدين الإسلامي نفسه تحت مسميات غريبة لا تستند إلى المنطق أو العقلانية، وبدعاوى قد يكون ظاهرها التصدي للإرهاب وباطنها التدخل في شئون الآخرين أو رسم السياسات لهم. تعقيدات سياسية وقالت: إنه أمام كل هذه التعقيدات السياسية واحتمالاتها العديدة، تنعقد القمة وهي محاطة بتجربة ناجحة ومميزة للعمل الموحد اتسم بخصوصيتها مجلس التعاون، وتجربته عبر سنوات عديدة شهدت الاجتماعات واللقاءات والمشاورات على مختلف المستويات في إطار التوجه نحو التوحد والترابط لإيجاد كيان سياسي واقتصادي واجتماعي قادر على مواجهة التحديات في عالم اليوم . وأضافت الصحيفة العمانية أن مناقشات أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس لهذه التطورات، ولمسيرة التعاون وإنجازاتها التي تحققت، والآمال المعقودة على خطوات أخرى على طريق التقارب والتضامن لتفعيل العمل المشترك في جوانبه المختلفة، تدعونا للاستبشار بالمستقبل والتفاؤل بدعم العمل الخليجي المشترك في اتجاه تحقيق مصالحنا وأهدافنا، ونحن ندرك أنه من خلال الروية الثاقبة لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون يمكن بلورة مواقف وقرارات ستنعكس بالخير والمردود الإيجابي على شعوبنا . طموحات أبناء المنطقة ومن جانبها أعربت صحيفة الوطن العمانية عن ثقتها بأن قمة الدوحة ستشهد نجاحا غير مسبوق.. مؤكدة أهمية دور مجلس التعاون لدول الخليج العربية في تحقيق أهداف وطموحات أبناء المنطقة، وبخاصة في مجالات الحفاظ على دور المجلس الحيوي محليا وإقليميا وعالميا بما يملك من موقع إستراتيجي وأهمية جغرافية وسياسية وثروات طبيعية وبشرية . وذكرت الصحيفة أن للمواقف العظيمة رجالها العظماء لا تلين عزيمتهم إذا ما ألمت ملمة أو نزلت نازلة، كتلك الملمات والنوازل التي تعصف بمحيط المنطقة وأجوائها، بل تزداد عزائم الرجال اشتدادا، وتزداد بصائرهم تنورا بالأمر من كافة جوانبه، فتكون القرارات المهمة بقدر أهمية المرحلة. وأشارت إلى أن قمة الدوحة تلتئم في ظل مرحلة بالغة الدقة والحساسية، وهو ما يجعل المتوقع منها الخروج بقرارات بالغة الأهمية لاستمرار الحفاظ على مناخ الاستقرار والأمن الذي تنعم به دول المجلس على المستوى المحلي .. وقالت إن هذا الاستقرار والأمن يوفران مناخا من الثقة في القدرة على حل كافة القضايا الإقليمية العالقة، انطلاقا من شعور أكيد بأن قضايا المجلس الداخلية لا تنفصل عن تلك الالتزامات الإقليمية والدولية التي ينبغي عليه الالتزام بها والتعاطي معها بنفس أسلوب الحكمة والروية التي يتحلى بها قادتنا . التيارات والتغيرات العالمية من جهة أخرى أوضحت صحيفة الشبيبة العمانية في افتتاحيتها أنه حين يلتقي قادة الخليج في الدوحة ينحني التاريخ احتراما واعترافا بصلابة الإرادة والنفس الطويل في العمل 23 عاما كاملة، فمجلس التعاون يؤكد وعلى ارض الواقع صلابة الأساس ووحدة الرؤية وسمو الهدف، فكان متواصلا بجهد متزايد مستمد من فكر القادة ورؤيتهم .. مضيفة أن مجلس التعاون صمد أمام كل التيارات والتغيرات العالمية ليبرهن أنه ولد ناجحا، وأن المستحيل كلمة لا وجود لها في قاموس قادة دول المجلس . وأوضحت أن قادة الخليج وضعوا النواة الأولى لمجلس التعاون، وتعهدوها بالرعاية والاهتمام فكانت مسيرة الخير التي حققت الكثير، وتعد بالأكثر أيضا، ففي الوقت الذي يشهد فيه العالم الكثير من الانقسامات، تلتف دول الخليج حول المجلس، فقد آمنت أن قوتها في وحدتها، ومهما كانت العوائق فإنها تعالج داخل البيت الخليجي بلغة التفاهم والود، لذلك يبقى العطاء متواصلا وعلى كل المستويات وبكل عزم لتحقيق المزيد وتجسيد آمال وطموحات أبناء الخليج على أرض الواقع. مضاعفة نظرها وفي أبو ظبي أكدت صحيفتان إماراتيتان أن قمة قادة دول مجلس التعاون التي تنعقد في الدوحة تتحمل مسئولية مضاعفة نظرا للظروف التي تنعقد وسطها، حيث الحرب ضد العراق والقضية الفلسطينية وما يترتب عليهما من تداعيات ستنعكس سلبا على مسيرة دول التعاون، الأمر الذي يستلزم الحكمة والواقعية، والتكاتف والتضامن بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، لتعزيز العمل الخليجي المشترك ودعم مسيرة المجلس ورفدها بكل ما من شأنه تمتين الروابط وتقوية التلاحم بين دول وشعوب هذا الصرح العربي الخليجي. وتحت عنوان تحديات وطموحات أمام قمة الدوحة قالت صحيفة الاتحاد الإماراتية: إن الظروف البالغة الدقة والحساسية والتعقيد التي تنعقد في ظلها القمة الثالثة والعشرون لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الدوحة تتطلب المزيد من التكاتف والتضامن بين هذه الدول، ليتمكن المجلس من تجاوز العقبات وتجنب العثرات التي تعوق وتعرقل الآمال والطموحات التي قام المجلس من أجل تحقيقها وتجسيدها على أرض الواقع. أمن واستقرار المنطقة وأضافت أن دول المجلس مجتمعة تواجه تحديات ومهددات تنال من أمنها واستقرارها، وتؤثر سلبا على رفاهيتها وازدهارها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي في مقدمتها الحملات والتهديدات العراقية المتواصلة لدولة الكويت والتي وصلت إلى حد التحريض والتلويح باستخدام القوة، مما يعيد المنطقة إلى ذات الأجواء التي كانت قبل الثاني من أغسطس عام 1990، ورأت أن هذا الوضع الجديد يفرض على دول التعاون واجب المؤازرة والمساندة الأخوية، مثلما كان الحال إبان الغزو العراقي عندما هبت كلها وهرعت لنصرة ونجدة الكويت بالنفس والنفيس. ولفتت الصحيفة الإماراتية إلى أن ظاهرة الإرهاب الدولي والتطرف تأتي من بين القضايا الأكثر حضورا في قمة الدوحة، مما يبرز الحاجة إلى رص الصفوف وتوحيد الجهود وتنسيق المواقف لحماية دول وشعوب المجلس من هذه الآفة الدخيلة التي تحاول وبشتى السبل والوسائل اختراق المنطقة، وإيجاد موطئ قدم لها في التربة الخليجية التي لم تعرف من قبل مثل هذه النبتة الشيطانية.