الدماغ.....السر وراء حب الإنسان للمفاجآت

اكتشف العلماء لدى جامعة إيمري وكلية بيلور للطب في الولايات المتحدة سبب شغف الناس بالمفاجآت والأحداث غير المتوقعة. ففي هذه الدراسة التي قادها غريغوري بيرنز وريد مونتيغ، أطلق جهاز يتحكم به كومبيوتر كمية من عصير البرتقال والماء داخل أفواه المشتركين في البحث، حيث كان نمط تكرار هذه العملية إما متوقعا أو غير متوقع. ووجد العلماء أن الممرات العصبية استجابت بقوة للمفاجأة في إطلاق العصير أكثر من استجابتهم لمفعول اللذة الناتجة عن تذوقهم له. وذكر مونتيغ أن الاعتقاد الذي كان سائدا حتى الآن هو أن الممرات العصبية التابعة لمراكز اللذة في الدماغ تستجيب لما يحبه الأشخاص، أما الآن فقد دلت النتائج أن الدماغ يجد اللذات غير المتوقعة أكثر مكافأة من اللذات المتوقعة، ولا دخل لها برغبات الأشخاص المفضلة. ومن جانب آخر أظهرت نتائج بحث علمي جديد مؤخرا أن القدرات الذهنية العالية للإنسان تتأثر بمشاعره وأحاسيسه وعواطفه. وأوضح الباحثون في جامعة واشنطن الأميركية، أن مزاج الإنسان وحالته النفسية تؤثر بصورة كبيرة في أدائه الذهني ومهاراته العقلية، فمشاهدة فيلم مرعب أو كوميدي، ولو لعشر دقائق، تؤثر في مناطق الدماغ المسؤولة عن الذكاء والتفكير وغيرها من مهارات الإدراك. ولاحظ هؤلاء بعد دراسة عدد من الأشخاص شاهدوا شرائط فيديو تحفز حالات السرور أو الحزن أو القلق، مع مراقبة النشاط الدماغي لديهم في كل حالة، أنه يلزم للحصول على أفضل أداء ذهني وأكثر الأنماط فعالية من الأنشطة الدماغية، وجود ارتباط بين نوع المزاج الحالي ونوع المهمة المراد إنجازها. القلق بين نافع وضار! وأوضح هؤلاء في الدراسة التي نشرتها مجلة أحداث الأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم، أن القلق البسيط قد يحسن الأداء الذهني في بعض المهمات، ولكنه يضر في مهمات أخرى، لذلك لا بد من الأخذ بعين الاعتبار نوعية المهمة المطلوب إنجازها لفهم تأثيرات إحساس خاص أو شعور أو مزاج أو عاطفة معينة على الأداء الذهني. كيف تنشط الذاكرة؟ هذا من جانب العواطف والقدرات الذهنية والمفاجآت، أما من جانب آخر وهو كيف يمكنك تحسين قدراتك الذهنية ففي كثير من الأحيان قد ينسى المرء موعدا مهما، أو يمكن أن يقابل شخصا ما دون أن يتذكر اسمه أو أين قابله ذات مرة، ومثل هذه المواقف كثيرا ما تحدث وتسبب الإحراج للإنسان، وهي ليست مؤشرا مرضيا ولكنها حالة عابرة قد تحدث لأي واحد منا لأسباب عديدة، فالمشاغل كثيرة والوقت يلاحقنا ونحن نتربص في مكاننا. للخروج من مثل هذه المآزق ينصح خبراء الصحة العامة والنفسية باتباع الإرشادات التالية: ـ نشط ذهنك: لتنشيط الذهن ينصح بالقراءة ومطالعة الصحف والكتب والعمل على استذكار ما استخلصه المرء من القراءة، وينصح بالتقليل من المدة التي يمضيها الإنسان بحالة سلبية جالسا أمام التلفزيون، إذ يمكن الاستعاضة عن ذلك بالمطالعة أو ممارسة الهوايات المختلفة والعمل على جهاز الكمبيوتر وتنسيق الزهور وغير ذلك من الهوايات المحببة للإنسان. ـ تناول الغذاء المتنوع: ينصح بتناول الغذاء الصحي المتنوع الذي يمد الجسم باحتياجاته المختلفة، وبشكل أساسي مضادات الأكسدة كفيتامينات أ.ج. هـ إضافة إلى الزنك والسيلينيوم التي تقي الخلايا من الأذيات التي تصيبها من جراء نشاط الجزيئات الحرة، وبذلك يمكن لهذه العناصر أن تحافظ على صحة وحيوية الجسم. - تمتع بنوم صحي: يعتبر النوم بمثابة المصفاة التي تنقي الجسم والنفس من الشوائب والهموم، ولهذا ينبغي أن يحرص المرء على النوم لساعات كافية ليلا من أجل أن يستعيد الجسم توازنه المفقود، فاللعب وقلة النوم والتوتر وغير ذلك من العوامل تؤثر على القدرات الذهنية ووظائف الدماغ. ـ استرح قليلا: ينصح بالاسترخاء قليلا كلما سنحت الفرصة بذلك من أجل المحافظة على الصحة والحيوية. ـ تجنب التوتر: يعتبر التوتر من أهم وألد أعداء الجسم، لهذا ينصح بالابتعاد عن كافة مصادر التوتر والانفعالات والعمل على المحافظة على الهدوء وضبط النفس من أجل صحة أفضل. ـ استخدم الورقة والقلم: مما لا شك فيه أن التنظيم أساس النجاح، وأن الإنسان لكي يكون ناجحا في مختلف نواحي حياته ينبغي أن يعمل على التخطيط والتنظيم واستخدام المفكرة الورقية أو الإلكترونية لتدوين برنامج عمله والأنشطة التي يقوم بها وما يتطلبه يوميا. وأخيرا لابد من التذكير بأن مفتاح الصحة والنجاح راجع للشخص نفسه، وإذا ما التزم المرء بقواعد الصحة العامة يمكنه أن يحافظ على صحته بعيدا عن المرض والاضطرابات، وأن يتمتع بالحيوية والقدرات الذهنية المميزة التي ترتبط بحيوية الشباب التي لا تنضب لو تم الالتزام بما سبق من إرشادات، وبالإضافة إلى ما سبق، ينصح أيضا بممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم من أجل تنشيط الدورة الدموية في كامل الجسم، بما في ذلك في الدماغ الذي يعتبر من الأعضاء الحيوية في الجسم التي ينبغي المحافظة على سلامتها دوما.