الإعلان التلفزيوني في مصر يتعرض لهجوم شديد

تعرض الإعلان التلفزيونى المصري إلى هجوم شديد باعتباره يغطي مساحة كبيرة من البث التلفزيوني ويقطع على المشاهدين متابعتهم للبرامج الرمضانية إضافة إلى تسويقه سلعا ومنتجات ليس لها علاقة بالشهر الكريم. ويشكو المشاهدون من تزاحم الإعلانات، خاصة في الأوقات التي تعتبر ذروة المشاهدة التلفزيونية بعد طعام الإفطار حيث يتم قطع المسلسلات والبرامج للإعلان عن أنواع من المواد الغذائية والأدوات الكهربائية والأسمنت وحديد التسليح . وكان أعضاء البرلمان قد وجهوا انتقادات شديدة إلى كثرة المسابقات الثقافية التي تعتمد على الاتصالات الهاتفية مما أدى إلى إصدار قرار من وزير الاتصالات الدكتور احمد نظيف بوقفها وقصرها على الجادة التي تعتمد على الذكاء والسرعة لا على الحظ . من جانبه أكد رئيس القطاع الاقتصادي باتحاد الإذاعة والتلفزيون سيد حلمي في تصريح صحافي أن حصيلة الإعلانات في النصف الأول من شهر رمضان الحالي زادت بنسبة 10 بالمائة عن العام الماضي. وذكر أن هناك إعلانات اختفت من على شاشة التلفزيون المصري مثل السيراميك والأدوات الصحية، لكن كان التركيز على السمن والزيت والألبان والزبادي والجبن والعصائر والمشروبات، تليها الأجهزة الكهربائية خاصة التلفزيونات والغسالات الأتوماتيكية ثم الحلوى. من جانبهم دافع معلنون عن زيادة الإعلانات في شهر رمضان التي تتكدس فيه البرامج المساية والأعمال الدرامية، وقالوا إن نسبة الإنفاق الإعلاني في رمضان تزيد إلى 600 بالمائة مقارنة بأي شهر آخر . ويرى هؤلاء المعلنون أنه لا غضاضة أبدا في قطع الإعلانات للبرامج والمسلسلات لأن ذلك معمول به في كافة دول العالم وفيما عدا البرامج الدينية فإن هذا القطع وارد حتى في نشرة الأخبار . ورأى خبراء الإعلام ومنهم الدكتور صفوت العالم (أستاذ الإعلان بجامعة القاهرة) ضرورة حماية المستهلك من هذا الهجوم الإعلاني خاصة أن بعض هذه الإعلانات لا تحترم خصوصية الشهر الكريم. وقال إن المستهلك يفتقر إلى الحماية نتيجة حرص هذه الإعلانات على تقديم وجهة نظر المعلن التي تبتغي التأثير على قرار المشاهد ودفعه إلى أنماط من السلوك والاستهلاك غير مطلوبة ولا تتفق مع اقتصاديات المجتمع.