الإعلاميون السعوديون يدعون لصياغة خطاب إعلامي لتعزيز الوحدة العربية

دعا إعلاميون سعوديون إلى صياغة خطاب إعلامي عربي مشترك لتعزيز الوحدة العربية لمواجهة التحديات الراهنة والحملات الإعلامية الغربية التي تستهدف الأمة العربية والإسلامية. وطالب الإعلاميون في استطلاع أجري في الرياض حول الإعلام العربي والتحديات الراهنة بالاستفادة من التقنيات الحديثة في مجال الاتصالات والفضاء المفتوح لإعادة بناء علاقة جديدة بين الخطاب العربي الرسمي والمؤسسات الإعلامية تتسم بالحرية والآنية في إعلان الأحداث وتناولها. وأكد رئيس مجلس إدارة مؤسسة عسير للصحافة والنشر الدكتور فهد العرابي الحارثي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أهمية اضطلاع وسائل الإعلام العربية وبخاصة الصحافة بمسؤولياتها في إبراز قضايا الأمة العربية والإسلامية وتقوية العلاقات الشعبية بين شعوب المنطقة لمواجهة التحديات الراهنة. دور الصحافة الخليجية وأشار إلى أهمية تعزيز دور الصحافة الخليجية والعربية وفتح قنوات الحوار الهادف بين الحضارة الإسلامية والحضارات الغربية والشرقية لتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام وإبراز حقيقة العقيدة الإسلامية القائمة على المحبة والتسامح والسلام. ودعا الدكتور الحارثي وسائل الإعلام العربية إلى تعزيز التعاون المشترك وتبني مواقف ثابتة وموحدة من الأحداث الإقليمية والعالمية تتواكب مع السياسة الخارجية وتنسجم مع وحدة الموقف العربي لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وتهديداته لمستقبل الأمن والاستقرار في المنطقة. الارتباط بمؤسسات السلطة من جهته اعتبر أستاذ الصحافة والإعلام الدولي بجامعة الملك سعود الدكتور على بني شويل القرني الخطاب الإعلامي العربي الحالي بأنه ذو طابع رسمي لارتباطه الوثيق بمؤسسات السلطة التي تحد من حركة وسائل الإعلام العربية لمواكبة الأحداث والإعلان عنها فور وقوعها. وأشار الدكتور القرني الذي يشغل منصب رئيس جمعية علوم الاتصال السعودية إلى تأثر أجهزة الإعلام العربي بوهم كبير بافتراضها وجود علاقة ملزمة بين (الخبر والرأي) تستلزم تأخير إعلان الحدث إلى حين اتضاح الموقف الرسمي داعيا إلى الفصل بينهما بالسماح لوسائل الإعلام العربي بالإعلان عن الخبر في عموميته دون الخوض في تفاصيله وتوجهاته وأبعاده وتحليلاته لإكسابه عنصر الآنية ونيل ثقة المتلقي العربي. وأكد الدكتور القرني أهمية تطوير الخبر الإعلامي وإعادة صياغته وتقويمه وتحديد أولوياته لتتناسب مع طموح ورغبات الجمهور وتعويد المتلقي على بث الحدث وإعلان الخبر الهام مباشرة دون التقيد بالمواعيد الثابتة في ظل البث المباشر عبر فضائيات الأقمار الصناعية. ودعا الخبير الإعلامي السعودي إلى دراسة مضامين وسائل الإعلام العربي وخطابها السائد في ضوء الأحداث السياسية والتطورات التقنية وإجراء بحوث المستمعين والمشاهدين للتعرف على طبيعة المتلقي العربي واتجاهاته وتطوير البرامج وتحديد توجهاتها للمنافسة في الساحة الإعلامية العالمية. سيطرة النظرة التقليدية من جهته أوضح أستاذ الإعلام المشارك بجامعة الملك سعود بالرياض الدكتور حمزة بيت المال أن توحيد الخطاب الإعلامي العربي وفقا لمنهجية علمية تتواكب مع التطورات على الساحة الإعلامية الدولية يتطلب التفريق بين الإعلام الرسمي والإعلام المؤسساتي والإعلام التجاري. وأعرب الدكتور حمزة عن أسفه لسيطرة النظرة التقليدية للمعلومة والخبر في وسائل الإعلام العربية على الرغم من توفر التقنيات الحديثة وزيادة الوعي لدى المتلقي العربي الذي بات يهرب من وسائله الإعلامية إلى الوسائل الإعلامية الأجنبية للحصول على المعلومات ومعرفة الأخبار. وأشار إلى تحديات تواجه الإعلام المؤسساتي في الدول العربية أبرزها تركيز نشاطاته الأساسية على الصحافة التي تخاطب شريحة معينة من الناس هم فئة المثقفين مما جعل الأمر وكأنما النخبة في المجتمعات العربية تخاطب بعضها البعض بعيدا عن الشرائح الاجتماعية الأخرى. وتطرق إلى نمو الإعلام التجاري الذي استفاد من التقنيات الحديثة، لكنه أصبح رخيصا لتركيزه على استقطاب الجمهور وتحقيق الأرباح دونما اعتبار لرغبات وطموحات المواطنين العرب. المؤشرات الإيجابية وعزا التباين في السياسات الإعلامية بين الدول الخليجية والعربية عموما إلى طغيان النظرة القطرية، وسيطرة الدولة على الصناعة الإعلامية، وضعف المصالح المشتركة بالرغم من وجود وحدة اللغة والتراث والدين والثقافة. ودعا في هذا الصدد إلى الاستفادة من المؤشرات الإيجابية التي تشهدها الساحة العربية حاليا بتوظيف وسائل الإعلام العربية لبناء الوحدة الخليجية والعربية، وتوحيد الخطاب الإعلامي العربي في مواجهة الحملات الإعلامية الغربية التي استهدفت ثقافة الشعوب العربية وأنظمتها السياسية والتعليمية وحتى تقاليدها المتعلقة بالمرأة.