الإعلام السعودي.. سقوط العراق سيشكل مأزقا خطرا على أمن الأمة

توقعت الصحف السعودية أن يشكل سقوط العراق كليا في يد الولايات المتحدة مأزقا خطرا على أمن الأمة العربية يجعلها تخضع للاعتراف بإسرائيل كقوة عظمى أو أن تلتهب المنطقة كلها في موت جماعي. وأبدت الصحف مخاوفها من أن وجود أجندة سرية وراء الإصرار الأمريكي على ضرب العراق ذات صلة بإعادة جدولة أفكار كيسنجر الذي يرى أن طريق القدس يمر عبر بوابة بغداد لا العكس. وأبدت صحيفة (الرياض) في افتتاحيتها بعنوان (بغداد مأزق العرب بعد فلسطين) مخاوفها من أن يكون هناك مخطط أمريكي لاحتلال العراق وجعله أهم قاعدة عسكرية واقتصادية تتحكم بمصادر الضغط على دول المنطقة وخارجها وكذلك جعله المأوى الأكبر للاجئين الفلسطينيين بما فيهم سكان الضفة والقطاع. وتساءلت عما إذا كانت إيران ستقبل بتطويقها بقواعد عسكرية أمريكية تتخذ من العراق وأذربيجان ودول أخرى في آسيا الوسطى مواقعا لإحكام محاصرتها كهدف ثان بعد العراق لافتة إلى أن إيران حماية لأمنها ربما تسبق أمريكا وتتحرك لبناء جبهة شيعية واسلامية داخل العراق ودول آسيا الوسطى. وتوقعت الصحيفة أن يزداد الوضع خطورة على العراق وتركيا معا في حال بروز مقاومة تدفع بتحالف أكراد العراق وتركيا إلى تبديد الحلم التركي بضم شمال العراق من خلال قوة تدخل سريع لإيجاد شريط حدودي فاصل يحول دون قيام دولة كردية في حال تعرض العراق إلى التقسيم. من جهتها اعتبرت صحيفة (الوطن) السعودية أن القيادة العراقية لم تتعلم من أخطاء الماضي ولا تزال أسيرة لخطابها الإعلامي ومكابرتها غير آبهة بالأخطار المحدقة بالشعب العراقي المغلوب على أمره. وقالت في افتتاحيتها بعنوان (شعب العراق يدفع الثمن غاليا) إن هذا الشعب المسكين لا يزال يدفع ضريبة باهظة الثمن لقرارات هوجاء للحزب الحاكم بالحديد والنار الذي يصر على حشد النساء والشيوخ والأطفال استعدادا للمعركة دون أن يراجع نفسه لرؤية الأحداث في إطارها الحقيقي بأن الحرب غير متكافئة وتنذر بسمتقبل مظلم للشعب العراقي. وأضافت أن الرئيس العراقي لم يدرك بعد ما حوله من متغيرات تختلف عن واقع 1990الذي لا يزال يستهزئ به منساقا وراء بطولات وهمية تنسجها أجهزته الإعلامية لتعريض الشعب العراقي مرة أخرى لعواقب وخيمة في الوقت الذي حددت فيه المعارضة العراقية أهدافها للإطاحة به. من جانبها قالت صحيفة (الجزيرة) أن إسرائيل تبرز كعنصر مهم ضمن استراتيجية أمريكا لضرب العراق لا سيما في ظل التنسيق والارتباط القوي بين واشنطن وإسرائيل حول القضية الفلسطينية ومسارات التفاوض المتسم بالتشدد الإسرائيلي المدعوم أمريكيا. وأشارت إلى أن إسرائيل حريصة على عدم تفويت أي فرصة لضرب أي دولة عربية وإلحاق الدمار بالشعوب العربية للحفاظ على تفوقها العسكري وفرض مرئياتها بشأن السلام في المنطقة مشيرة إلى أن إسرائيل تترقب الضربة المحتملة للعراق لتفادي الترتيبات التي تضمنتها مبادرة السلام العربية التي تكشف مصداقيتها في التعايش السلمي مع العرب ورد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.