بن لادن هل خرج من رحم الوهابية؟

عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر أصبحت المملكة العربية السعودية في مواجهة مع الإعلام المعادي الذي يصنف كل شيء في السعودية بأنه مصدر للإرهاب. وأخذ ما يسمى بالوهابية نصيبا كبيرا من النقد والتفسير المبني على جهل كبير بهذه الحركة الإصلاحية التي صورت على أنها مفرخة لتخريج المتطرفين والإرهابيين. وقصت أقاصيص عجيبة بعضها من قبل من يسمون أنفسهم خبراء في الشأن السعودي وبعضهم من المسلمين الذين كانوا يتوارون خلف الكواليس بانتظار فرصة تسنح، وقد كانت الفرصة أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما أعقبها من هجوم إعلامي أمريكي على المملكة العربية السعودية دينا وقيادة وشعبا. ونظرا لغياب المعلومة الصحيحة والمحايدة عن الوهابية فقد أصدر مركز الدراسات السعودية في واشنطن ورقة علمية في نحو 50 صفحة من الحجم الصغير باللغة الإنجليزية حاول أن يجيب فيه عن ثلاثة تساؤلات يرى أهميتها وتكرارها في الإعلام ودوائر صنع القرار وهي: هل الوهابية فعلا موجودة في المجتمع السعودي بالصورة التي تؤطر فيها خارجيا؟ وما مدى تأثير ما يسمى بالوهابية على حياة الناس العاديين في السعودية، ومدى علاقتهم بها، وهل تحكم ممارساتهم الدينية، وتوجهاتهم الفكرية؟ ما حقيقة الدعوة الإصلاحية وكيف ينظر لها من وجهة نظر المتعاطفين والمتحاملين؟ هل الوهابية هي بيئة لتفريخ الإرهاب وما علاقتها بالتطرف والإرهاب العالمي، وخصوصا أحداث الحادي عشر من سبتمبر؟ وقد صدر الكتاب في ثلاثة أجزاء رئيسة، حيث تعرض الدكتور عبد الله بن موسى الطاير لتجربته الشخصية كمواطن سعودي مع ما يسمى بالوهابية محاولا أن يضفي على معالجته لمسة إنسانية شخصية مما يجذب القارئ الغربي. وأثبت من خلال تجربته الشخصية أن الوهابية ما هي إلا مصطلح يستخدمه المعارضون السياسيون للمملكة العربية السعودية بدأ بالدولة العثمانية. ثم ناقش كل من الدكتور محمد أحمد وقيع الله الأستاذ المساعد بمعهد العلوم الإسلامية والعربية في أمريكا، والدكتور محمد سالم عليمات أستاذ العلاقات الدولية المساعد بنفس المعهد تاريخ الدعوة الإصلاحية للشيخ محمد بن عبد الوهاب، والآراء المختلفة حولها سواء المتعاطفة أو المناهضة. ثم حاول البحث أن يجيب في فصله الأخير عن سؤال يتعلق بمدى مسؤولية الحركة الإصلاحية عن نشر التطرف والإرهاب، وما إذا كان ابن لادن يستمد من مبادئها مستندا شرعيا لما يتهم به من أعمال؟ وقد أجاب عن هذا السؤال الأستاذ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ. الورقة العلمية هذه ليست تأصيلا شرعيا لمنطلقات الدعوة الوهابية ومبادئها وآثارها، وإنما هي محاولة لتوفير معلومات محايدة ومركزة تكون في متناول المشرع وصاحب القرار السياسي، والصحفي والأكاديمي، وقادة الرأي في المجتمع الأمريكي ليطلعوا على معلومات مختلفة عما لديهم عن الحركة الإصلاحية. لقد جاءت هذه الورقة بعنوان: هل خرج أسامة بن لادن من رحم الوهابية؟ وتعد الورقة الأولى في سلسلة تغطي عدة قضايا سعودية مطروحة في الإعلام الأمريكي. و مركز الدراسات السعودية في واشنطن مركز دراسات فكرية وثقافية متخصص في الشأن السعودي، يهدف إلى تزويد الإعلام والمكتبة وصانع القرار في الغرب عموما، و في الولايات المتحدة على وجه الخصوص بمعلومات محايدة عن هذا البلد المثير للجدل لدى الإنسان الغربي من جانب، ومحط أنظار أكثر من مليار مسلم حول العالم من جانب آخر. ويركز من خلال الدراسات والمؤتمرات العلمية والصحفية والمجلات المحكمة، والنشرات الدورية والكتب على ما يتعلق بالحالة السعودية: دينا وثقافة وسياسة واقتصادا وتاريخا وجغرافية آثارا وطبيعة وفنا. وكل هذا ليس بقصد الربح بقدر ما هو تعزيز للتفاهم بين الحضارات وتنمية للحوار الفكري بين الثقافات، خصوصا وقد أظهرت أحداث الحادي عشر من سبتمبر حالة من الجهل بالشأن السعودي لدى الرأي العام الأمريكي الذي يتلقى معلومات من وسائل إعلام غير محايدة وتفتقر إلى المعلومات الصحيحة. وهو يعمل على تحيق أهداف منها: تقديم المعلومات والحقائق المتعلقة بالمملكة العربية السعودية من وجهة نظر محايدة. تشجيع التواصل الفكري والحوار الثقافي بين المثقفين من أبناء المملكة العربية السعودية والمجتمع الأمريكي. تزويد وسائل الإعلام بالمعلومات المتخصصة والصحيحة وغير المنحازة عن المملكة العربية السعودية. تشجيع النشاطات المختلفة بين البلدين مثل المعارض والندوات والمؤتمرات الفنية والثقافية والفكرية والأدبية. تقديم الاستشارات المتخصصة في الشأن السعودي للمؤسسات الحكومية والأهلية في الولايات المتحدة، وتقديم استشارات متخصصة لصناع القرار والنخبة في السعودية عن الشان الأمريكي. عقد الحلقات العلمية في موضوعات سعودية وأمريكية متخصصة للقطاعين الحكومي والأهلي في البلدين. تقديم استشارات للقطاعين الحكومي والأهلي في المملكة العربية السعودية حول اتجاهات الرأي العام في الولايات المتحدة. وقد صرح الرئيس الفخري للمركز الدكتور عبد الله بن موسى الطاير أن هذا المركز قد قام على أساس جهود شخصية مثلها كسعودي، وشاركه في وضع هذا الحلم موضع التنفيذ شخصيات عربية وأمريكية تبرعت بوقتها وجهدها لخدمة المملكة العربية السعودية دون مقابل سوى رغبتهم في التعبير عن حبهم للمملكة العربية السعودية، وتعاطفهم مع قضاياها. واعتبر أن صدور الورقة العلمية الأولى للمركز ما هي إلا بداية لعدة بحوث وأوراق علمية قادمة ونشاطات هدفها الأول والأخير هو تحقيق مبادئ المركز وأهدافه التي قام من أجلها. وأوضح أن المركز يعكف حاليا على إنجاز عدة دراسات مماثلة سترى النور قريبا أهمها: المجالس المفتوحة كأسلوب للمشاركة الشعبية في صناعة القرار السعودي. موضوعات مشتركة بين السعودية وأمريكا الدعم السعودي مبادئه ومصارفه الشورى في النظام الإسلامي للحكم وقد أشار الدكتور الطاير إلا أن هذا المركز يقوم على التبرعات وبيع إنتاجه بأسعار رمزية، وهو بحاجة ما سة للدعم السعودي والأمريكي لينهض بواجبه تجاه البلدين الذين تربطهما علاقة قوية منذ أكثر من ستين عاما.