من يقود الأسواق الخبر أم التحليل؟

هل يكفي في أسواق المال القيام بتحليل مالي أو فني لكي يمكن تقدير حراك السوق صعوداً أو هبوطاً؟ المؤكد أنه لا. ولكن لا يعني أن التحليل المالي أو الفني شيء بلا قيمة، بل هو ما يتم على أساسه اتخاذ قرار شراء أو بيع.
ما يهم هنا تأثير ما هو خارج السوق من تعاملات وحراك في الأسعار، نجد أن المؤثرات الخارجية بلا حدود أو حصر، فحين يخرج تصريح من رئيس دولة «كما فعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعقوبات الصين» فإنه قد يهوي بالأسواق إلى مستويات تعتمد على التصريحات وقوتها وتأثيرها، وهو ما حدث عدة مرات من تصريحات رئيس دولة أو رئيس بنك مركزي، أو متغيرات سياسية أو اقتصادية لم تكن بالحسبان سواء إيجابية أو سلبية.

من الأهمية أن ندرك أن في تحليل الأسواق أو حتى أي شركة، لن يكفي قراءة القوائم المالية أو الفنية، وحتى من الصعوبة معرفة القدرة على معرفة المتغيرات، وهنا نقول الخبر يقتل التحليل، مثل خبر «تغريدة الرئيس الأميركي» أو تصريحات الرئيس الكوري الشمالي والتصعيد العسكري، أو تصريحات رئيس البنك الفيدرالي الأميركي وأسعار الفائدة، أو تصريحات رؤساء شركات كبرى مؤثرة في أسواقها، أو إفلاسات لبنوك كبرى كما حدث لبنك ليمان في الأزمة المالية. وهذا يعني أن قياس الأسواق يصعب جداً على أكبر المستثمرين أو شركات الاستثمار، حين تظهر أخبار أو قرارات تؤثر مباشرة على الأسواق، فهذا خارج سياق القراءة والتحليل، وهذا لا يعني أن المؤثرات كثيرة أو سريعة فقد لا تتأثر الأسواق بأي أخبار لسنوات، ولكن يأتي ما يقلب كل شيء رأساً على عقب.

بقلم / راشد بن محمد الفوزان - الرياض