العمل المرن والقطاع الخاص

في شهر مايو الماضي، أعلن وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد الراجحي تنظيم سوق العمل المرن، كأحد أنماط العمل وذلك لتقليص الفجوة بين متطلبات سوق العمل والباحثين عن العمل وتنظيم الأعمال التي تتطلب مرونة بالتعاقد، وملخص معنى "العمل المرن" وهو الموجه للقطاع الخاص، بأن كل باحث عن العمل يستطيع العمل في المؤسسات والشركات بساعات عمل تتم حسب الاتفاق، وقد يعمل الباحث عن العمل بأكثر من شركة أو شركتين أو ثلاث طبقاً للاحتياج، وهذا يساهم بصورة كبيرة في خلق فرص عمل ووفر كبير للشركات والمؤسسات بالقطاع الخاص باعتبار أن هناك أنشطة لا تحتاج الدوام الكامل أو ساعات عمل مجدولة يومياً، فهناك أنشطة موسمية " حج - عمرة - تمور - سياحة.. وغيرها"، وهذه لا تحتاج عملاً طوال العام، ما يخلق تكلفة على الشركات، والعمل المرن يلبي احتياجها بتوفير أيدٍ عاملة وفق الاحتياج، وليس على الشركات إلا دفع راتبه وما يتعلق براتب تقاعده، وليس هناك نهاية خدمة، أو إجازات مدفوعة الأجر أو الأجر الإضافي لا ينطبق عليه.

والعمل المرن مهم في عدة أوجه منها، تنظيــم الأعمـــال التي تتطلب مرونة بالتعاقد، رفـع جاهـزيـة الباحثيــن عـن العمـل للدخــول إلـى ســوق العمل، زيادة إنتاجية القطاع الخاص وتوفير عقــود أكثـر ملاءمة للحاجة الإنتاجية، تمكين المرأة من العمل والاستفادة مــــن الفـــــرص المتـــاحة والمرنــــة، مساعدة القطاع الخاص في تلبية احتياجاته الطارئــة والموسميــة، توطين الوظائف. فالعمل المرن يوضح أن هناك "مرونة" فعلية كبيرة لدى الباحثين عن العمل وخلق فرص عمل لهم حتى لو بالساعات بما يوفر لهم عائداً مالياً وخبرات وفرص عمل كبيرة مستقبلاً من خلال كسب مهنة أو عمل جديد كل مرة. والعمل المرن يحفظ الحقوق بعقد بين الطرفين وعقد إلكتروني، وراتب يصرف شهرياً طبقاً لساعات العمل، ويسد حاجة كل من يريد موظفاً لساعات محددة، وتلبية الاحتياجات الطارئة بكوادر وطنية، والمرونة العالية في التعاقد وإنهاء التعاقد، ولا يلزم صاحب العمل أي تعويضات للعامل بما يخص العمل المرن، ولا يلزم صاحب العمل تقديم تأمين طبي، وغيرها من مميزات العمل المرن.

أعتقد أن على الشركات والمؤسسات الاستفادة من هذا التنظيم الجديد لسوق العمل الذي يخدم كل الأطراف كل حسب احتياجه وتفعيله في سوق العمل، ما ينعكس على الأداء عليها بالإيجابية متى أحسنت استثماره، وأيضاً الباحثين عن العمل أو من يعمل باعتباره يزيد من مستوى الدخل أو دخل جديد لمن ليس لديه عمل.

بقلم / راشد بن محمد الفوزان - الرياض