نجاح موسم الحج

الظرف العالمي الذي نعيشه، وضرب العالم بطوله وعرضه، وأزمة كورونا، ومعها تراجعات اقتصادية حادة من أميركا حتى أوروبا وغيرها من الدول، كان للمملكة موسم سنوي مهم، وهو الركن الخامس من أركان الإسلام وهو "الحج" والذي يقام سنويا في شهر ذي الحجة، كانت المملكة أمام تحدي إقامة شعيرة الحج في ظل جائحة "كورونا"، فقد قامت المملكة بجهود جبارة وكبيرة في ضرورة استمرار شعيرة الحج، وكان ذلك، وقد قامت المملكة بجهود تنظيمية، ولاقى هذا القرار الصادر من وزارة الحج والعمرة تأييداً عربيا وإسلاميا ودوليا ومن منظمة الصحة العالمية أيضا، وذلك لخطورة تفشي هذا الوباء بين البشر والمجتمعات، وكان قرار تقليص الأعداد مبررا لكي تطبق كل الاشتراطات الصحية كالتباعد، وذلك لسلامة الحجاج وسلامة الإنسان والمجتمعات، وليس هنا أن العدد أقل من سنوات السابقة في الحج يعني سهولة وبساطة المسؤولية على ضبط الحجاج وسلامتهم صحيا، فقد قدمت المملكة جهود جبارة وكبيرة بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -، وسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله -، الذي من خلال توجيهاتهما للجهات المعنية بالدولة بذلت أقصى الجهود لنجاح الحج وعدم توقف شعيرة الحج، وهذا ما تحقق ولله الحمد، فقد طبقت كل الاشتراطات الصحية من تباعد، من متابعة ومراقبة، التعقيمات، من سلالسة وتنظيم شعائر الحج كل يوم بيومه وما يفرض من شعيرة.

المملكة قدمت هذه السنة موسم الحج في ظروف تطال العالم أجمع، وصعبة جدا، ولكن حققت نجاحا استثنائيا ومنقطع النظير، وحتى أننا نجد الإصابات والتعافي والوفيات خلال المرحلة السابقة، تحقق أفضل النتائج، بجهود وزارة الصحة وكل الجهات المعنية في ذلك، وأصبحت مستويات العدوى اليوم تقارب 0.7 % وأقل إن شاء الله، وهذا يعني المسار بالاتجاه الصحيح، لسلامة الإنسان وانحسار الوباء وانتشاره، وهذا يعكس جهود الدولة الذي بذلك الكثير من المال والجهد والعمل، لسلامة الإنسان، وهي جهود نفخر بها ببلادنا وبقيادتنا بتحقيقها هذا النجاح، بحج إصابات صفر، وأثنى على هذه الجهود منظمة الصحة العالمية، وأصبحت المملكة نموذجا في تطبيق اشتراطات وتنظيمات السلامة ولله الحمد، وهذا لا يأتي إلا بعمل مدروس وتخطيط كبير على أعلى المستويات، وهذا ما نوه عنه وزير الصحة منذ بداية الجائحة، أن خلف كل ذلك جهد يبذل على مدار 24 ساعة بمتابعة دقيقة من سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، واليوم نرى النتائج ولله الحمد على أفضل وأعلى المستويات بالأرقام.

بقلم / راشد بن محمد الفوزان - الرياض