ابتكر مسارك الخاص

حياتنا بمثابة مارثوان كبير لا يملك خط نهاية ويشارك فيه ملايين الناس.. ومع هذا جميعنا يركض طمعًا بالفوز رغـم أن جميعنا سيموت قبل الوصول لأي نهاية.

ورغم استحالة وصولنا لخط النهاية لا أنصحك بالتوقف لأن توقفك يعني ثباتك واحتمال دهسك ممن يركضون خلفك. أنصحك فقط بألا تأخذ السباق بجديه ولا تنسَ بقية الأولويات!

أما إن كنت شاباً متشوقاً لخوض سباق الحياة فلدي نصيحة بسيطة قد تساعدك على التقدم بسرعة.

فمهما كنت مستعداً ومتفوقاً سيكون هناك من هو أكثر منك استعداداً وتفوقاً.. حتى حين يكون الجميع بنفس الكفاءة والفعالية سيتم اختيار شخص واحد فقط يملك إضافة بسيطة يتميز فيها على الآخرين "وابحث عن مقال: أضف زهرتك الخاصة".

لهذا السبب قــد تحتاج أحياناً إلى ترك المسار بأكمله؛ "كونه أصبح مزدحماً بالمتنافسين" وتصنع مضماراً جديداً تتسابق فيه وحدك وتنتصر فيه وحدك.. بهذه الطريقة تكون المتنافس الوحيد في المضمار، وتضمن الفوز دون منافسين، كما فعل 76 % من العصاميين في قائمة فوربس لأثرياء العالم.

ولكنني "أحذرك مسبقاً" بأن ترك المسار التقليدي قد يتطلب ترك دراستك ووظيفتك ومصدر رزقك.. لا أنصحك بذلك ما لم تكن واثقاً من نفسك وفكرتك ومشروعك "وقالت العرب قديماً: الرجل الحكيم لا يرفع رجلاً إلا ويعرف أين يضعها".

وبالطبع؛ يضطر الإنسان أحياناً لرفع كلا الرجلين كما تؤكد سير من صعدوا من الصفر.. الخباز الإيطالي بيترو فيريرو عانى "أثناء الحرب العالمية الثانية" مـن شـح الشكولاتة المستوردة.. وبدل أن يغلق محله مثل بقية الخبازين ترك المسار القديم وبدأ يجرب إضافة مواد غذائية مختلفة لبودرة الشكولاتة "بهدف زيادة كميتها دون فقد طعمها".. جرب مواد كثيرة حتى توصل لتركيبة مثالية تضمنت بودرة الحليب وزيت النخيل وجوز البندق واخترع بذلك ما نعرفه اليوم باسم "نـوتيلا".. ترك المضمار التقليدي واخترع لنفسه مضماراً مستقلاً في 75 دولة لدرجة تستهلك مصانعه اليوم نصف محصول البندق في العالم.

إذاً؛ الخيار يظل دائماً بيدك ويخضع لتقديرك وحـدك.. أنا شخصياً تركت خلال حياتي أربعة مسارات، وحاولت الاختراق بأفكار جديدة وأهداف غير مسبوقة.. أول مسار تركته كان دراستي الجامعية، وأقرب مسار سأتركه الكتابة في الصحف التقليدية، ولم يحدث مرة أن ندمت على قراراتي.

لا يمكنني تقديم نصيحة تناسب ظروف كل إنسان، ولكنني على قناعة بأن المبدأ ذاته "الخروج عن المسار والاختراق بفكرة" من أهم مبادئ الإبداع والنجاح والتفوق.

لا تستعجل.. وتذكر دائماً ما قالته العرب عن الرجل الحكيم..

بقلم/ فهد عامر الأحمدي - الرياض