كيف يتزوجون؟

إحدى قريباتي زارتها جارتها السورية للتعرف عليها، وبدأت تخبرها عن قصة الحب التي جمعتها بزوجها منذ الطفولة.. وحين انتهت سألتها: وأنتِ كيف تزوجتِ؟.. ضحكت وقالت بنبرة ساخرة: أبدا؛ ذهـب زوجي مع والده إلى جارنا ليخطبا من عنده، فأخبرهم أنه لا يملك بنات في سن الزواج، ونصحهم بالذهاب إلى جاره الذي يملك أربع بنات.. وحين خرجـا من بيته اتجها ناحية اليمين بدل اليسار، ودخلا بيتنا بالغلط وخطبوني من والدي، هكذا يا حبيبتي يتم الزواج في السعودية، وهذه الطريقة تدعى "الزواج المدبر"، الذي يتم من خلال الوالدين والأهل، ولا يكون فيه للزوجين قرار في اختيار زوج المستقبل. نعـم؛ يمكن للشاب والشابة الاعتراض، ولكنهما لا يملكان فرصة الاختيار بنفسيهما منذ البداية.

ورغم أن هذا النوع من الزواج شائع أيضا في الهـند وسيرلانكا وإيران ومعظم الدول العربية، تملك السعودية النسخة الأكثر صرامة وتشددا؛ حيث يصل الأمر حد القطيعة وعدم التواصل بين الزوجين حتى وقت كتابة العقد، وحينها قد تُفاجأ الزوجة بأن زوجها يدخن بشراهة، أو يتأتئ في الكلام، ويفاجأ الزوج بأن زوجته "نفسية"، أو أنها تختفي تحت طبقات المكياج.

غير أن "الزواج المدبر" ليس الطريقة الوحيدة للزواج بين شعوب العالم؛ ففي الثقافة الغربية، من المعتاد أن يتعارف الزوجان، ويختار أحدهما الآخر عن طريق التواصل المباشر، لا يتصوران كيف يتركان هذا القرار المصيري لشخص غيرهما، وقد يتفقان على العيش معا قبل اتخاذ قرار الارتباط من عدمه.

ويمكن القول إن هذين النوعين من الزواج (المدبر والمباشر) يشكلان 97 في المئة من طرق الزواج حول العالم، وبقية الطرق يمكن اعتبارها نادرة أو استثنائية أو حتى شاذة، كأن يحدث عن طريق السبي، أو الاستعباد، أو الشراء، أو تسديد قرض الأسرة، أو خطف زوجة المستقبل، الذي يدعى في بلاد الشام زواج الخطيفة.

والأنواع الأخيرة لا تحتاج إلى شرح، وأعتبرها حوادث اغتصاب لا تمت إلى الزواج بصلة، ولا تحقق المغزى الموجود في قوله تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً".

بقلم/ فهد عامر الأحمدي - الرياض