حقيقة عوائق المنشآت الصغيرة والمتوسطة

خلال محاضرة أو ندوة قدمتها بمركز "دلني" وتناولت موضوع عوائق أو مصاعب البدايات للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، كان الحضور الكثيف ينتظر أن أقول إن العوائق موجودة وأنها محبطة وأنها سبب عدم انتشار وتوسع المنشآت الصغيرة المتوسطة، حتى نلقي المسؤولية على جهة ما سواء حكومية أو جهات تمويلية، ولكن بحكم ممارستي بالقطاع الخاص ومن تجارب، أستطيع القول إن العوائق موجودة ولكن ليس كما تصور، أو أنها "قد" تؤثر ولكن لا تعيق، توجد العوائق والمصاعب وإلا أصبحنا بيئة مثالية، ولا تعقد مثل هذه الندوات أو ورش العمل إلا لتناول العوائق وطرح الحلول.

 ما أود قوله هنا ومباشرة، إن من يريد العمل الحر من خلال "المنشآت الصغيرة والمتوسطة" عليه أن يضع في حساباته أن هناك عوائق ومصاعب عديدة، وأن طريقه ليس ممهداً ولا سهلاً، وعلى هذا الأساس على كل من يتقدم لهذا العمل، أن يواجه التحدي، وأن يتوقع الصعب، سواء بطول الإجراءات الحكومية، أو صعوبات التمويل، أو تكتلات المنافسين، أو التستر، وكل شيء قد يضعه في توقعاته أو لا يضعه أنه ممكن أن يواجه ذلك بلا شك.

على كل متقدم للعمل الخاص أن يؤسس عمله مهما كان حجمه، أن يضع قناعات أن طريق النجاح طويل، وقد يفشل مرة وعشر مرات، وأن لا يرتبط بمديونيات تفوق قدرته في البداية، وأن يمارس العمل الذي يريد البدء به لكي يستدل على أسرار العمل والمهنة التي يريد البداية منها. من أهم قواعد النجاح في العمل التجاري والحر برأيي وقبل كل شيء والحديث عن عوائق أو مصاعب أو فرص، هي "قدرتك الشخصية" واستعدادك الشخصي، وصفاتك الشخصية، 

أن تملك التحدي والشغف بالعمل، والصبر والإخلاص له والمتابعة له، والتنظيم والترتيب له، وأن يملك القناعة أنه سيفشل بالبداية ويواجه مصاعب، ولكنها ستصبح أهم مدرسة يتعلم منها وهي الفشل والسقوط، والقصص العظيمة كثيرة هنا لمن يريد أن يعرف ويقرأ، ولعل كراج ستيف جوبز شاهد، وطرده وعودته من شركة أبل أيضاً قصة، وأن يقتنع أن الفرص لا تنتهي ولا نهاية لها، وحين نتذمر من وجود تستر أو المقيم المخالف يمتص اقتصادنا، لنسأل كيف نجح؟ 

وهو بدون رأس مال أتى؟ وهذا أكبر محفز لكي تنجح وتعمل، مع أهمية تحسين ظروف العمل الحر وهي عديدة ومثلت لها بتحديد ساعات العمل مهم، ومنح تسهيلات أوسع للصغار منهم وهذا مهم، التحدي يقف عندك أولاً، قبل أن تلوم أي طرف آخر. يجب العمل على "ثقافة" العمل قبل أن نتحدث عن أي عوائق لدينا. تحدثوا عن من نجح وليس عن من فشل لماذا؟

بقلم: راشد بن محمد الفوزان - الرياض