التستر والمنشآت الصغيرة والمتوسطة

التستر التجاري وما ينتج عنه من اقتصاد خفي أو ظل، يعتبر من أهم معوقات أو مصادر التسرب المالي والاستنزاف لأي اقتصاد، فما هو الحل؟ الحل يأتي برأيي من شقين، أولهما محاربة التستر نفسه بالضبط والربط والعقوبات وتعتبر أدوات ذلك كثيرة وسبق أن كتبت عنها وأبرزها التتبع المالي، 

وثانيها مزاحمة هذا القطاع من منافسين من أبناء هذا الوطن، وهذا يأتي من قناعة وقدرة الشباب والشابات على الانخراط بالعمل من خلال الدور المتوقع والمهم لهيئة المنشآت المتوسطة والصغيرة، التي سيكون عليها دور مهم وكبير في توفير فرص الاستثمار وأيضا دعمها وتمويلها، 

وهذا ما يحتاجة الشباب والشابات اليوم، وبالتنسيق مع الجهات الحكومية الأخرى كالبلديات ووزارة التجارة، دور هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة اليوم، حيوي وكبير في الوصول للشباب والشابات الباحثين عن فرص استثمار سواء بتقديم الاستشارات أو الدعم المالي والوقف معهم حتى ينخرطون بهذا القطاع.

ما يمكن أن تولده المنشآت الصغيرة والمتوسطة اليوم هو بدون مبالغة مئات الآلاف من فرص العمل ومئات فرص الاستثمار، فهي اليوم تسهم بنسبة 21 % من الناتج القومي المحلي والهدف هو 35 %، رؤية 2030 وهذا هو التحدي الكبير والمهم، 

على هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة، أن تعمل على تأسيس "فكر"، إن العمل الحر هو الفرص الحقيقية للعمل وليست الوظيفة الحكومية أو حتى بالقطاع الخاص، مهم بناء فكر العمل الخاص والاستثمار والحر أنها بوابة العمل والعائد المالي للشباب وأن عليهم مزاحمة من هم يسيطرون على السوق من خلال التستر، والعمل بطرف الآخر مع التجارة بمحاربة التستر، 

ولكن يجب أن يدرك الشباب خاصة أن الطريق ليس سهلا ولن يكون ممهدا وهذا مهم، حتى لا يجابه بفشل البداية وهي طبيعة فيما لو حدثت، فالنجاح بالعمل الحر ليس فقط رأس مال وفرصة عمل متاحة ممهدة، بل مكونات شخصية مهمة يجب أن يدركها كل من يدخل العمل الخاص أنه صعب، ومنافسة، وكل ما يمكن أن تتصوره أو لا تتصوره، وهنا دور الهيئة بالتوعية ونشر هذه المعرفة للجميع.

بقلم: راشد بن محمد الفوزان - الرياض