لصوص أم شطار

نخاف من اللصوص ولكننا نعشق حكاياتهم .. مغامراتهم تحتل حيزا كبيرا من تراثنا القصصي المكتوب ومانحكيه لأطفالنا.. نتعاطف كثيرا مع "الشاطر حسن" ونتمنى انتهاء مهمته على خير .. تحولت كلمة شاطر بفضله (والتي تعني أصلا اللص الحذق) إلى وصف إيجابي نطلقه على أكثر الطلاب ذكاء وألمعية...

واليوم لم يخفت تعلقنا بقصص اللصوص والشطار بشرط أن لا نكون الضحية.. أعيدت صياغة حكاياتهم بشكل أفلام ومسلسلات وبرامج تلفزيونية ناجحة.. كنت شخصيا أتابع برنامجا يدعى اللصوص الحمقى (ويمكنك اعتباره النسخة الأحدث من كتاب أخبار الحمقى والمجانين للإمام ابن الجوزي) .. ورغم أنه أميركي الجنسية إلا أنه يأخذنا في جولات عالمية للتعرف على أكثر اللصوص حماقة (وأحيانا أكثرهم ذكاء) وكيف يقع الاثنين في شر اعمالهم لأسباب غير متوقعة..

· خذ كمثال لصا سرق زورقا بخاريا على نهر التيمز في لندن ودعا خطيبته للتنزه معه .. ولكن للاسف الرحلة الرومانسية انتهت مبكرا حين تعرفت عليه الشرطة بسهولة .. فأصحاب الزوارق السياحية فى ذلك اليوم كانوا في حالة اضراب وبالتالي كان زورقه هو الوحيد الذى يمخر عباب الماء ...

· وهناك لص آخرَ خرج من سجن مونتريال فى كندا عام 1990 بعد أن قضى فيه اكثر من ثلاثين عاما بسبب سرقة لم تتجاوز الخمسين دولارا .. اطلاق سراحه تأخر لهذا الحد بسبب محاولاته المتكررة للهرب الامر الذى كان يضيف اليه دائما فترات عقوبة اضافية ــ في حين ان مدة سجنه الاصلية كانت اربعة اشهر فقط...

· وأخيرا هناك قصة مضحكة سبق وكتبتها في مقال ما عن لصوص علقوا فى الباب الدوار فهرع موظفو البنك لاخراجهم فخجل اللصوص من تلك المعاملة الحسنة فعادوا أدراجهم.. ولكن بعد نصف ساعة فقط عادوا الى البنك واعلنوا انهم هذه المرة (مصرون) على السرقة.. خيم صمت رهيب قبل ان ينطلق احد الموظفين بالضحك فتبعه كل من في البنك فاصبح موقف اللصوص حرجا. زعيم العصابة تقدم الى احد المحاسبين مهددا اياه بالقتل ان لم يسلمه كل مالديه؛ الا ان المحاسب العتيد كان غارقا فى الضحك فلم يستطع تنفيذ طلبه.. خفض اللص المبلغ الى خمسمائة جنيه؛ فزادت نوبة الضحك لدى المحاسب؛ فخفضها اللص الى اربعمائه ثم الى ثلاثمائه حتى وصل الى خمسين جنيها فقط.. ولكن عبثا حاول ؛ فكلما خفض المبلغ اكثر كلما زاد ضحك المحاسب ومن في البنك. في موقف كهذا لم يجد اللصوص امامهم الا الهرب بخفي حنين .. وعند خروجهم علقوا في الباب الدوار مرة اخرى وبقوا فيه حتى حضرت الشرطة !.

بقلم: فهد عامر الأحمدي - الرياض