تخصيص الأندية.. وصراع الأثرياء

من سيكون ملاك الأندية الجديدة بعد التخصيص؟ حين يكون لدينا تخصيص وفق ما "أتصوره" أو "أتوقع" باعتبار أن نظام التخصيص كاملا لم ينشر بعد، سأفترض أن تقدير القيمة السوقية، ورأس المال، وقيمة كل حصة لكل لنادٍ، ستكون هي العامل الحاسم في دخول "المستثمرين من رجال الأعمال" والأهم هنا "للمستثمر" أن تكون تشريعات وتنظيمات التخصيص للأندية جاذبة له، وأن تحقق له التطلعات التي يمكن له من خلالها ضخ أمواله بهذا النادي أو ذاك، ولا يشترط أن يكون كل مستثمر في أي نادٍ يملك الميول له، فحين نجد مالك تشلسي الإنجليزي "روسي" ومالك مانشستر سيتي "إماراتي"، ومالك مانشستر يونايتد "أميركان" ولستر سيتي "تايلندي" سنعرف أن القصة ليست ميولاً، وهي استثمار بعنوانه العريض، ولكن هل ستتحقق الأرباح كما يتطلع لها المستثمر؟ باعتقادي ليس شرطا في البداية، قد تمر سنة وخمس سنوات بدون أرباح، ثم تأتي بعدها الأرباح، وقد يكون الهدف تحقيق الربح لاشك لأندية بذاتها، ولا يشترط للمستثمر أن يكون متخصصا "رياضيا" أو ذا مرجعية رياضية بالضرورة، ولكن الأهم يملك القدرة "الاستثمارية" لإدارة هذا النادي.

أتمنى دخول رجال أعمال ليس لهم علاقة بالرياضة كممارس أو حتى مشجع كما نشاهد اليوم من رؤساء أندية على "دكة الاحتياط" وتداخلهم بالصغيرة والكبيرة، هذا ليس عملا احترافيا حقيقيا، والتركيز غالبا على "الشحن" النفسي، وليس عامل "الدافعية" و"الإصرار" لدى اللاعب، وكأنه بغياب الرئيس سيكون الفريق سيئا ويتراجع.

حين يأتي مستثمر كرجل أعمال "حقيقي" يعني أنه سيحسب كل شيء بدقة، ويبحث عن "المتخصص" لكل عمل، ويضع خططا بعيدة المدى، ويرسم إستراتيجية مؤسسية للعمل، فرجال الأعمال "الحقيقيين" لن يكون هدفهم قصير المدى، ولن يبحث عن الربح، والأكيد أن من الأهداف هي أن يكون "بالمشهد" كمالك لنادٍ، وسينعكس ذلك على مزيد من الشهرة والحضور والبروز وهذا له ثمن وقيمة لاشك، فليس كل مقدم على الرياضة يبحث عن ربح مالي قد تكون حساباته شيء آخر، وهذا حقه المشروع في ظل أنه نظامي وقانوني ويدعم ويدفع، حتى لا يقال لأعضاء يدعمون أو مستثمر قادم أنه باحث عن شهرة، هذا حقه، وحقه استثمار مالة بالصورة الصحيحة، وحتى تحقيق الأرباح والحصول على المال، فالأندية ليست جمعيات خيرية.

أتمنى أن تكون هناك منافسة بين "رجال الأعمال والأثرياء" بالمملكة بالاستثمار بالأندية السعودية، وإن تم ذلك سنجد أندية لم تكن بالحسبان ستتصدر المشهد، حتى نبدأ عملا "مؤسسيا" حقيقيا، تطور معه الرياضة لدينا كمستوى واستثمار وانتشار أكبر وأعلى، هذا ما يفترض أن يتم ويتحقق تباعا مع تخصيص الأندية، وحتى لا نعلي سقف الطموحات بتخصيص الأندية السعودية مهم جدا التشريعات والتنظيمات التي تسهل للمستثمر الدخول في الاستثمار بالأندية وهو ما نحتاجه فعلا، تنافسية رجال الأعمال هي من سيطور الرياضة لدينا، أتمنى فسح المجال لهم بكل ما هو ممكن، وهذا ما سيغير صورة المشهد الرياضي لدينا كليا، لن أستغرب أي نادٍ صغير يأتي من الصفوف الخلفية ليتصدر المشهد ولو مؤقتا، الرياضة ليست كرة قدم فقط.

بقلم: راشد محمد الفوزان - الرياض