الترفيه حياة يومية

قدمت الهيئة العامة للترفيه قبل أيام عرضاً استعراضياً، حسب علمي ومتابعتي الإعلامية التي أزعم أنها جيدة لم يعلن عنها أو يسوق لها، مما يعني أنها كانت دعوات خاصة كما يبدو لي، وكتب عنها الكاتب عبدالرحمن الراشد وقدم صورة رائعة عن حضورة "من دبي للرياض" استجابة لدعوة وكأنه يذهب من مدينة الترفيه الأولى بالشرق الأوسط وهي دبي إلى الرياض التي يذهب أهلها كثيرا إلى دبي !. لست بصدد تقييم ماذا قدمت الهيئة العامة للترفية فهي لم تبدأ بعد برأيي ولازلنا ننتظر منها الكثير في بلاد نحتاج للترفية بها وما توجيهات خادم الحرمين الملك سلمان حفظه الله بتأسيس الهيئة إلا ملامسة للاحتياج وأهميتها. تمنيت من الزميل الراشد أن " يقيم " بالرياض لمدة شهر ولن أقول 3 شهور لكي يعكس لنا وسائل الترفيه التي أخذ صورة مبدئية وهو القادم من دبي وكأن كل شيء توفر! وبعد مرور هذا الشهر اتمنى أن يعكس لنا وسائل الترفيه الموجودة ويحدثنا عنها بعد مرور شهر، لن استبق الأحكام بأي عمل تقوم به الآن الهيئة، لكن أستغرب الاستباقية العالية لكاتب متمرس ويملك الرؤية البعيدة في تحليلاته، لنترك الهيئة تعمل أولا على الأرض ونرى ماذا سيتم حول ذلك وأتمنى تكون "مشرع ومنظم فقط "فخلال سنة من التأسيس سيتبين الكثير وخلال سنتين ستتضح الرؤية، وسننتظر ولن نستعجل، بالتأكيد نتمنى النجاح والتميز للهيئة، فنحن بحاجة لها كما هي المواصلات والتعليم وحتى الصحة ولن ابالغ، ونحن ننفق سنويا ما يزيد عن 100 مليار ريال في السياحة والترفية خارجيا.

أعتقد أهم شيء نحتاجه هو أخذ آراء المواطن فهو المعني بكل ذلك، لماذا لا تنشر استبانه من خلال موقع الهيئة، أو تستعين الهيئة بشركة متخصصة لأخذ أراء الجمهور بسؤال كنعوان عام يندرج تحته أكثر من سؤال "ماذا تريد أو ينقصك للترفية لأسرتك أو شخصك" ويتم وضع خيارات متعددة وفق دراسة منهجية علمية، ونحن لن نخترع العجلة، فحين نسأل من يذهب لدبي لماذا تذهب لدبي أو لماذا تقيم بدبي أو غيرها؟ لماذا تذهب لشرم الشيخ ولتركيا ولمصر ولأمريكا أو أوربا؟ هذه سياحة وليس الطقس المعني هنا فجنوب المملكة لدينا أجواء صيفية لا تختلف عن أوربا أو افضل والسياحة هي جزء من الترفيه المهم، ونحن لن نسن قوانين أو أن يكون الهدف هو ألا يسافر أحد فالفرنسي والأمريكي والأوربي كلهم يسافرون سياحةً، المطلوب هو الترفيه الحقيقي خلال وقت عملي ووجودي والأسرة خلال العام، وهي أعتقد معروفة لماذا يسافر الكثير مع كل فرصة للإجازة، سنجد إجابات متنوعة وهي بداية عمل الهيئة، ولعل هذا يفسر إقامة كثير من السعوديين خارج المملكة أحيانا خاصة المتقاعد أو من شارف التقاعد، كما ذكرها عضو مجلس الشورى أن هناك مليون سعودي مهاجر كما ذكرها عضو مجلس الشورى د. صدقة فاضل.

بقلم: راشد محمد الفوزان - الرياض