سوء تصريف.. لا طقس

 أصبحنا نردد ونتداول عبارة "سوء الأحوال الجوية" وكأنها هي السبب في أزمة "تجمع الأمطار" ومن ينظر إحصاء وزارة الشؤون البلدية والقروية، لم يكن مفاجئا كما نشر بصحيفتنا هنا، ولنبدأ بأفضل المدن تتوفر بها شبكة تصريف للسيول الأفضل "الطائف بنسبة 83%" فهل طبيعة المنطقة الجبلية تساعد؟! قد يكون ولكن الواضح أن شبكة تصريف السيول موجودة، ثم "تبوك بنسبة 62%" ثم "سكاكا بنسبة 52%"، أما المدن الرئيسية كالرياض فهي بنسبة 45% والدمام 40% جدة 30%. أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن مشعل في تصريح تلفزيوني ذكر أن تغطية تصريف السيول ببريدة هي لا تتجاوز 15%. هذه صورة عامة لمستويات تغطية السيول ببعض مناطق المملكة، ولا أعرف ماهي منهجية الأمانات وخططها في مشاريع تصريف السيول، وسأضع فرضية أن كل مدينة في حال أنها تنجز سنويا فقط بين 10% إلى 15% من توفير خدمة تصريف السيول لكل مدينة من مدن المملكة على مر سنوات، وحين توضع خطط بهذا الجانب، وتستغل فترات الوفورات المالية العالية لإنجاز نسب أكبر قد تصل 20% وحيث يكون هناك تقنين مصروفات ممكن أن تهبط إلى 2% أو 3% حسب الظروف التي تتم ولكن الإنجاز والمشاريع يجب تستمر فهي جزء أساسي من أي حي ومدينة كخدمة ضرورية تقدم كما هو الصرف الصحي. الأمر الآخر هو عدم اعتماد أي مخطط عمراني أيا كان إلا بتكامل الخدمات فلا مخطط يعتمد أو منزل أو عمارة أيا كان إلا بتوفر الخدمات الكاملة، وأعيد القول أن تكامل الحي هو تكامل للمدينة ككل وهذا ما يجب أن يتم فعلا.

لا يجب أن نكرر "سوء الطقس" بل "سوء التصريف" هو الحقيقة ويجب أن نواجهها لكي نحل هذه المشكلة، فلا يجب أن يكون هناك نفق "واحد" تتجمع به السيول، هل شاهدتم منظر نفق "33" بالرياض أو بعض الأنفاق بجدة بطريق الملك عبدالله؟ لدرجة أصبحنا لا ننظر للسيارات الغارقة إلى من سقفها فقط وبالكاد يتضح سقفها، ولا يجب أن نبرر فشل تصريف السيول بأن السيول أتت من الأحياء المجاورة فهل كانت غائبة عن المصمم والمهندس الذي شيد هذا النفق أو ذاك؟ القدرة على تصريف السيول يجب أن تكون أضعافا لا عذر بذلك فما المانع أن يكون هناك تنسيق مع الأمانات ووزارة النقل فهم يعملون بميدان واحد وحتى المرور، الأهم وهذا محك آخر يجب أن نتوقف عنده سواء من الوزارة المعنية الشؤون البلدية أو النقل أو المقاولين وهو "الجودة والكفاءة" في المشاريع، لا نقول لا تحصل أخطاء، ولكن يجب أن بالحد الأدنى ولا تكون هي القاعدة، أن نبدأ بصورة الثقة بكل مشروع ينجز أن لا يحصل تعثر أو عدم كفاءة يجب أن تنتهي أو تصبح بالحد الأدنى.

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- يدعو عموم المواطنين والمقيمين لصلاة استسقاء ودعاء لله سبحانه أن يغيث البلاد والعباد، والحمدلله أنعم الله على هذه البلاد بالأمطار والخير، فلنحافظ على هذا الخير من الله سبحانه وتعالى ونحن أحوج لكل قطرة ماء بلا عثرات وإصابات وتعطل.

بقلم: راشد محمد الفوزان - الرياض