قدرة الاقتصاد السعودي الحقيقية

حين نتحدث عن قدرات الاقتصاد السعودي، سأنزع أي عاطفة بذلك، ونتحدث بحقائق وأرقام، وبعيدا عن المؤسسات المالية وتقييمها التي قد يشوبها شائب في بعض منها. لنبدأ اولا بالاحتياطيات السعودية فهي تقارب 2,8 تريليون ريال، ناهيك عن النقد المتوفر، الاحتياطيات النفطية تتجاوز 260 مليار برميل، الاقتصاد السعودي ينمو خلال ال 25 سنة الماضية، حيث كان معدل نمو القطاع الخاص ما يقارب 6 % وهذه نسبة مرتفعة، إضافة إلى نمو الصادرات غير البترولية سنويًا 12 % وهي نسبة ممتازة، طبقا لحديث وزير المالية، الدين الحكومي لم يصل إلى 5% وهذا يعني قدرة الحكومة على الحصول على تمويل يفوق الناتج القومي الذي يفوق 2 تريليون ريال، مرونة الاقتصاد من خلال القدرة على الحصول على الفرصة كاقتصاد حر وهذه ميزة في توفر العمل وتحقيق الدخل الجيد، الإصلاحات الاقتصادية المستمرة ومرونة وسهولة التشريعات سواء في قطاع التجزئة أو الصناعة، استمرار الضخ الحكومي وعدم المساس بكل ما يخص المواطن بما يحمله عبء إضافي، رغم تراجع النفط 50% خلال سنة، التوسع الصناعي والمدن الصناعية، استمرار صناديق التمويل صناعية وزراعية وغيرها، قدرة الاقتصاد السعودي على تنويع الدخل ولم تستخدم مثال فرض رسوم أو ضريبة وهو خيار موجود وهذه قدرة عالية للدولة لم تستخدم مما يعني عدم الحاجة لها وهذا يعني قدرة اقتصادية كبيرة وقوة تحسب.

الحديث عن الاقتصاد السعودي، يعكس وجود قوة حقيقة وملاءة مالية لا شك بها، والأرقام تدلل على ذلك، ولكن يجب أيضا ان نتوجه أكثر لتنويع الدخل والقدرة المالية من خلال مسارين برأيي، الأول بناء الانسان المنتج الذي يضيف، التوجه للصناعة من خلال صناعة في كل شيء من الرياضة للسياحة للآليات بلا حدود هنا، وضبط المال العام من خلال الصرف على المشورعات وإنجازها بوقتها وعدم تأخرها، والصرف الصحيح في المشروعات وعدم الهدر له، المملكة تملك القدرة لتجاوز الأزمة فالنفط في فترات سابقة وصل لمستويات أقل من 10 دولارات، وتم تجاوز هذه الأزمة، وإدارة أزمة النفط المملكة تملك القدرة على التعامل معها وتملك الخبرة من سنوات طويلة والتاريخ يسجل ذلك، نحتاج الثقة بإدارة الأزمة وهي موجودة بتعامل هادئ ومدروس وواقعي، مع الحاجة للتعامل مع المستقبل الذي يحمل تحديات أكبر وأصعب لا شك، ولكننا نملك هذه القدرة والثقة وهذا من الأحداث التاريخية منذ الثمانينات وتعدد الأزمات والمصاعب.

المملكة تملك القدرة المستقبلية والتفاؤل بذلك من خلال قدرات اقتصادية حقيقية، ولا يوجد اقتصاد بلا مصاعب أو أزمات، من هي الدولة في العالم التي لا تعاني من الديون؟ لا يوجد.. والمملكة تملك أقل ديون في العالم بنسبة ذكرناها، المستقبل يحمل الكثير من الإيجابية.


بقلم: راشد محمد الفوزان - الرياض