هل «إعلامنا» مخترق؟

سؤال يطرح مع كل أزمة تعصف بالمنطقة ولنا علاقة بها أو هي تؤثر علينا ونتأثر بها، والرؤى أساساً مختلفة حول هذه الأزمات نفسها في طريقة المعالجة وإشكال التدخل والقدرة على التعاطي مع التحديات بما فيها التحديات الإعلامية والهجمات «الإخبارية» وتوظيفها.

بداية يجب العلم أن الإعلام تأسس على معرفة الممنوع وغير المرغوب من الرقيب، وهذا الأخير في الإعلام هو رقيب لاحق، بمعنى أنه لا يمنع النشر، ولكنه يلاحظ عليه بعد النشر، هذا أدى إلى نشوء «خبرات تراكمية» وضعت أولويات لغير المسموح بنشره والأسباب مختلفة.

في مقابل هذا التأسيس ليس لدى الإعلامي والإعلامية في الصحافة وغيرها أولويات جوهرية واضحة فيما عدا «إنجاز» العمل الوظيفي في الوقت المحدد للدوام «الوظيفي»!
والإعلام مهنة أكثر منه وظيفة. ولنأخذ نموذجاً لصورة تلقفها الإعلام الداخلي من الخارجي وتبناها من حيث لا يعلم مدى خطورتها، وهذا حدث منذ سنوات، بدأ صغيراً ثم أصبح حالاً عامة وربما قناعة لدى البعض، وهو تشويه صورة المواطن السعودي برفع الحادثة السلبية الفردية إلى حالة عامة حتى ولو بطريقة غير مباشرة، وفي وسائل التواصل جاءت موجات «الاستظراف» التي تستهدف هذه الشخصية، وهي شخصية فيها الإيجاب كما السلب مثل مختلف الهويات، لكن التركيز كان واضحاً لعين الخبير.
ولم يكن هناك فعل ممنهج رسمي أو غير رسمي لحماية الصورة الإعلامية وحتى الاجتماعية لهذه الشخصية (الهوية).

هل الإعلام مخترق؟ يعود السؤال، والحقيقة أن أي إعلام لم يستطع توظيف قدراته التوظيف الأمثل، خصوصاً في ظروف الحروب والأزمات مؤكداً أن به عللاً كثيرة، أما إذا استخدم ضد الوطن وضد الهوية الوطنية فلا بد من أن في داخلة إما اختراق أو «تبلد» وانخفاض مهنية مع تراجع إلمام بأبعاد ما يدور، واعتقد أن الحال التي نعيشها هي حال خليط بين كل ذلك، هذا لا يعني عدم وجود عناصر ضد الوطن داخل الإعلام بوسائله المختلفة، وحينما لا يكون لديك إعلاميون مدربون وأكفاء وعلى مستوى مهني مقبول، من الطبيعي أن يعتمدوا على غيرهم سواء أكانوا أفراداً آخرين أم وكالات أنباء ومواقع فيها ما فيها كما اعتمد آخرون من حملة الشهادات على غيرهم في القيام «بالجهد المطلوب» للحصول على تلك الشهادات.

* بقلم: عبدالعزيز السويد