دعوة إلى الإنصاف

إذا قام أجنبي أو أكثر بجُرم ما أو مخالفة، فهذا لا يعني أن كل الأجانب أو معظمهم على هذه الشاكلة.

وإذا بدرَت من أجنبي شتيمة أو نحوها في وسيلة من الوسائل، سواء كان يعمل في بلدنا أم هو خارجها، فهذا لا يعني أنه المتحدّث الرسمي باسم أبناء جنسيته أو يُعبّر عن مشاعر غالبيتهم.

وإذا كان لدينا الكثير من القضايا والعقبات التنموية، مثل البطالة ونحوها، فإن الأجنبي ليس بالضرورة هو السبب! كل منشأة لا تشجّع على التوطين أو تتهرّب منه أو استغلته وحلبت من ضرعه حتى الدم، يملك معظمها مواطنون.

يرى المتأمِّل أن موجة كراهية الأجانب في تصاعد ولها مغذيات ليست بعيدة منها أيادٍ خارجية لها أهداف ليست في مصلحة الوطن.

القوانين والأنظمة هي المحك، فإذا طُبّقت كما يجب أن يكون التطبيق، وإذا سُدَّت ثغراتها، فهي الفيصل في فرز الصالح من الطالح من أي جنسية أو بقعة كان، ولا تنس أن من يطبقها مواطن فهو إذاً المسؤول عن الخلل.

هي دعوة إلى الإنصاف، خصوصاً أن بيننا من أجبرتهم ظروف الحروب والدمار في بلادهم على اللجوء إلى السعودية. يكفي أن تسترجع ما حل بديارهم وتتأمل أحوالهم، فحتى لو أراد بعضهم العودة فإن القتل على الهوية سيكون مصيره.

إنني هنا لا أقصد المخالفين لأنظمة الإقامة أو العمل، فكل نظام يجب احترامه وحراسته. لكن ما لاحظته من ارتفاع هذه الموجة المشينة دعاني إلى إثارة القضية مرة أخرى، فلن يختلف معي أحد على أن لغة التعميم السائدة ضد الأجانب ليست من الدين في شيئ، وليست من المروءة ولا من الأخلاق التي تربّينا عليها ونتمسّك بها. فإذا كان لك رأي أو تجربة سلبية مع شخص أو أشخاص أجانب، ينبغي ألا تقع في خطأ التعميم، فهو خطأ شنيع.

بقلم: عبدالعزيز السويد - الحياة