سكر من التمر.. أكثر حلاوة

شاهدت تقريراً تلفزيونياً على قناة mbc عن نجاح رجل أعمال سعودي في صناعة بودرة السكر من التمر، وعلى رغم كثرة الحديث والندوات عن ضرورة الاستفادة القصوى من النخلة، منذ زمن بعيد لم نَرَ تطوراً في الصناعات التحويلية، ما تطور هو تعليب التمور وإضافات عليها، وتركيز على الشكل.

علي الياسين من الأحساء هو صاحب مبادرة استخراج بودرة السكر من التمر، بعد نزع النوى والتجفيف، مراحل قليلة ومن دون إضافات، لا شك أنها تفتح مجالات كبيرة للصناعات التحويلية للتمور، وتزيد من القيمة الاقتصادية للنخلة، لكن عاب التقرير أنه لم يتطرق إلى الكلفة، فلها كما يعرف كل اقتصادي الأثر الكبير في الجدوى مقارنة بالمنافس أي السكر الأبيض العادي، إضافة إلى عدم ذكر النكهة هل لا تزال نكهة التمور عالقة في السكر الجديد أم لا؟ أيضاً لها تأثير هي الأخرى.

هذا لا يقلل من قيمة المبادرة، وخلال بحثي حول الموضوع، شاهدت مقطعاً عن إنشاء مصنع لإنتاج السكر السائل من التمور في الجزائر، لا شك أن البودرة أكثر فرصاً للتسويق والاستخدامات من السائل، أيضاً كان أحد المهندسين قد عرض فرصة إنشاء مصنع للسكر السائل من التمور بجدة في برنامج تعرضه قناة «روتانا» بعنوان «تحدي الهوامير»، لكنه لم يجد رغبة من المستثمرين الحاضرين في المشاركة، طبعاً لا يمكن عرض تصنيع سكر من التمر لمستثمر في العسل.

في تجربة علي الياسين وبحسب ما ذكره، هو يختار التمر المتوسط والصغير الحجم، لأن الطلب عليه أقلّ من الكبير الذي وصفه بالفخم، المستهلك روّج له الحجم، وللحجم في مجتمعنا أهمية حتى ولو لم تكن له قيمة! لكن ماذا عن أنواع التمر الرخيصة والقليلة الطلب؟ كيف يمكن الاستفادة القصوى منها؟ قبل سنوات التقيت مهندساً عربياً حاول جاهداً تسويق فكرة إنتاج الكحول الطبي من التمر الرخيص، الذي يمكن أن يُرمى أو يقدم علفاً للماشية، بمعنى أردى أنواع التمور، وحاول بعض المستثمرين التفكير بالفرصة، إلا أن محاذير إمكانية سوء استخدام إنتاج الكحول وقفت عقبة. من المعلوم أننا نستورد الكحول الطبي، واستخداماته معروفة وفي نمو، وإعادة التفكير في هذا الاستثمار مجدية، وبالإمكان وضع شروط صارمة. وأعتقد أننا لم نُعْطِ النخلة بكل مكوناتها وفي مقدمتها التمرة حقها من الاهتمام الجاد، على رغم عدد من مراكز البحوث في الجامعات التي تعنى بالنخلة، لكنها بقيت منزوية داخل جدران مبانيها.

بقلم: عبدالعزيز السويد - الحياة