المزارع والرسوم

مزارع مستاء اشتكى من عدم وجود طلب على منتجاته من التوت، وصور مقطعا لكميات كبيرة من التوت في سيارة نقل، وهو يوجه عماله برميها على الأرض! قال انه ذهب الى سوق العزيزية بالرياض، وهي أكبر سوق للجملة، او الوحيدة فيها، ولم يستطع بيع منتجاته.

المزارع، الذي صور المقطع مستهدفاً الإشارة الى ضغوط الرسوم المفروضة على العمالة، وطالب بنشر المقطع ليصل الى وزراء العمل والزراعة، استخدم أسلوبا خاطئا برمي النعمة على الأرض، فمحاولته لاستدرار التعاطف حققت نتائج عكسية، واذا كان التوت سليما وطازجا فهو سيجد من يشتري حتى لو وقفت عمالته امام باب مسجد بعد صلاة الجمعة. ثم ان التجارة ربح وخسارة.

من زاوية أخرى، سوق العزيزية اكبر أسواق الجملة للمنتجات الزراعية المختلفة، وربما الوحيدة في العاصمة، وهي سوق تديره احدى الشركات المساهمة بامتياز حصري منذ سنوات، يمكن اعتباره نموذجاً من الخصخصة، السؤال ماذا قدمت الشركة غير الإدارة العادية للسوق؟ هل طورت واستحدثت أفكارا جديدة لمصلحة المزارع او التاجر والمستهلك؟ ام ان ادارته لاتختلف كثيرا عن سوق «عتيقة» القديمة قبل انشاء «العزيزية» مع إضافة رسوم مالية على دخول السوق! الواقع يقول انه لم تتم خطوة تطوير مشهودة، وهو ما يفرض النظر بعين التمحيص والأخذ في الاعتبار أن الخصخصة لا تعني فقط امتيازات حصرية لشركة لا تقدم الجديد للمستهلك أولاً وللمزارع والتاجر ثانياً.

بقلم: عبدالعزيز السويد - الحياة