وزير الإسكان والمستقبل

 تعيين معالي الأستاذ ماجد الحقيل وزيرا للإسكان هو ثقة ملكية كريمة كبيرة، ونثق أن تعيين الأستاذ ماجد الحقيل وهو ابن "القطاع العقاري" يضعنا أمام حالة تفاؤل كبيرة جدا وبلا حدود، ومن يقرأ السيرة الشخصية له يدرك أي ممرات وخبرات مر بها تضعنا أمام مستقبل متفائل وواعد لمعالي الوزير الجديد، وهو سيحتاج الوقت والزمن لكي يبلور كثيرا من أفكاره وتوجهاته ورؤيته، وسبق لي الحوار معه تلفزيونيا وقرأت تصريحات سابقة له، ونجاحه العملي في مجاله العقاري، يثبت أن كل أدوات النجاح يملكها وقدرة عالية للعمل المستقبلي، ولا يمكن أن اقدم له النصائح وهو ابن القطاع والصنعة، ولكن نقدم بعض الرؤية والقراءة أو الاقتراحات، البعيدة عن التشنج أو التصادمات أو الاتهامات وكأن هناك صراعا بين العقاريين والمطورين والمواطن أو أي جهة كانت. إن اساس الحل هو شراكة الجميع وطرح أفكار عملية وفعالة بالحلول، وأعتقد أن معالي الوزير يملك الرؤية الواضحة لحل وحلحلة مشكلة الإسكان، وهو يحتاج الوقت والزمن والتعاون والدعم والفرصة وهذا ما يجب أن نؤكد عليه ونصبر ولا نستعجل لكي يأخذ وقته كاملا وبكافية.

حلول السكن المؤمن كما كتبت كثيرا ومرات ومرات، أنه لن يأتي إلا من خلال القطاع الخاص، وليس فقط دور الحكومة، فالحكومة برأيي دورها تشريعي وتنظيمي واستراتيجيات وتمويلي ومراقبة ومتابعة وتوفير البيانات الصحيحة، الحل من خلال "حزمة" حلول وليس واحدة، ويخطئ برأيي من يرى مشكلة السكن "سعر متر" فهي ليست كل المشكلة، بل المشكلة شاملة "وفرة الأراضي الكافية المطورة المخدومة – التمويل الكافي – التوزيع الجغرافي – ثقافة السكن – المقاولين وكافيتهم ودعمهم – دعم المطورين بأوجه كثيرة " وغيره كثير، لا يمكن أن نختزل مشكلة السكن على عامل واحد فقط وهو سعر المتر كمثال الآن متر سعره 2000 ريال هذا متوسط الأحياء المطورة المخدومة الجيدة، وإذا فرضانا انخفض المتر 30% " وهذا لم يحدث لليوم " ووصل السعر إلى 1400 ريال هل يعني حلت مشكلة الإسكان ؟ لا بالطبع، ماذا عن بقية التكاليف كأجور العاملين وهي التي تضاعفت مواد البناء، الموقع يناسب لا يناسب من خدمات وغيرها. حلول السكن تحتاج شمولية وتنوع ومشاركة الجميع، ولا ننسى حجم النمو السنوي للسكن الذي أقدره بما لا يقل عن 150 الي 200 ألف وحدة سكنية.

معالي الوزير الأستاذ ماجد الحقيل، كفاءة وطنية نفتخر بها، ونجاحه في كل أعماله السابقة يضعنا أمام مستقبل واعد وجميل، وهو يأتي من القطاع الخاص للعمل العام، وأتمنى أن ينقل تجربته الناجحة المميزة في وزارة الإسكان، وتتبلور لتعاون شامل بين الأجهزة الحكومية لإنجاز حلول السكن كرؤية الملك سلمان حفظه الله الذي يضع الكفاءه الوطنية في وسط المشكلة لكي تأتي الحلول، وهو ما نأملة ونتوقعه من كفاءة وطنية كماجد الحقيل وثقة ملكية كبيرة تطرح به وهو يستحق كل ما حقق.

* نقلاً عن صحيفة "الرياض"