الأمن قبل المال

الأمن أولاً، هذه أيقونة الحياة البشرية، فلا يمكن أن يكون هناك قيمة أو ثمن لأي شيء وأي شيء بدون الأمن والاستقرار، يوم الجمعة انفجار داعشي آخر في أحد المساجد بالكويت الشقيقة ونقدم لهم أحر التعازي، وقبلها في القديح وبعدها مسجد العنود بالمملكة، هجمة إرهابية وعنف واضح مستهدف للمملكة أولاً، ودول الخليج بدأت تشم شيئاً من دخانها الآن، حين نتحدث عن الأمن يتوقف كل حديث أو نمو أو اقتصاد أو مال أو اعمال وبطالة وتضخم وغيره، هذا تهديد مباشر للوطن والسلم الوطني، من فئة "مدعومة" لزعزعة الأمن والاستقرار، واستغل هذا التنظيم الإرهابي وحاول زرع الطائفية بالتركيز على طائفة دينية دون غيرها للآن في محاولة لخلق الفتنة، واستغل فئة شباب سلموا أنفسهم وحياتهم لهم كقنابل موقوته مستعدين لقتل أنفسهم والأنفس الأخرى التي حرم الله، وهذا ما يعزز أننا نواجه حملة "تمول وتدعم" من دول تعمل على زعزعة أمن المملكة والمنطقة، وهي واضحة لا تحتاج إلى اجتهاد أو تفسير من يكونون، ولنا فيما يحدث في العراق وسوريا ولبنان واليمن ومحاولات زعزعة البحرين واحتلال الجزر الإماراتية وغيرها من الدول العربية وتستهدف المملكة خصوصا وخلف كل ذلك دولة واحدة هي إيران، وهي من أسس ووضع داعش التي ظاهرياً مذهبياً عكس الإيراني، ولكن ما وحّدها هو الهدف؛ خلق الفتن وزعزعة الاستقرار بالمنطقة، واستغلت فئة محددة بذاتها امتلأت كراهية وحقداً ولها أهداف تطمح بها.

ما يحدث الآن من تحديات يوجب الفهم أن كل ذلك، يأتي بعمل دول واستخباراتي عالٍ جدا، وتستغل المنظمات الإرهابية سواء بتمويل او تسهيل أو غيرها، وأن نعي وندرك أن أمننا مستهدف واستقرارنا يقتلهم، ويعملون على هز وإثارة لكل ذلك، وهو ما يجب أن نفوت كل فرصة على كل من يحاول المساس بوطننا وقيادتنا وأمننا واستقرارنا، وأن نكون صفاً واحداً تحت لواء حكومة هذه البلاد حفظها الله، وما نشهده من هذا العالم من حولنا من حروب وعدم استقرار وهي ليست بعيدة دول بالجوار، تلزمنا حتما التكانف والالتفاف حول بلادنا ودولتنا، وهي أهم ما يمكن الحفاظ عليه قبل أي شيء آخر مهما كان، فلا قيمة لأسواق مال ولا بورصات ولا اقتصاد ولا شيء من هذا العالم ما لم يكن هناك الآن، فنومك ببيتك آمناً مطمئناً وأنت جائع، خير من "شبعان" غير أمن، فالأمن بالأوطان نعمة من الله سبحانه ويجب الحفاظ عليها لا شك، وأن نحرص ونفهم كل ما يحاك على بلادنا من مؤمرات ماثلة أماكم الآن وأن ندرك أنها دول تهدف لزعزعة أمن هذه البلاد ولن ينجحوا بإذن الله وخلف دولة تحمي هذا الوطن وأبناءه.

يقول نبينا محمد صلى الله عليه "من أصبح منكم آمناً في سربه معافًى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها"، فلم يقول نبينا محمد من يملك المال أو الثروة أو الأولاد، وهذه نعمة عظيمة لا يدركها إلا مجرب ومن تعلم من هذه الحياة، واسالوا من فقد نعمة الأمن ماذا يريد المال أم الأمن؟!.

* نقلاً عن صحيفة "الرياض"