حزم لا يلين وشجاعة وطن

المملكة مملكة الأمن والأمان والاستقرار على تاريخها، في حياتي التي تتجاوز الأربعين سنة، لم أشهد حربا دخلتها بلادي ولله الحمد إلا بنصرة الأخ والشقيق والجار، وهي فعلتها مع العراق نفسه بحربها ضد إيران بدعم لوجستي ومالي كبير، دعمت عودة الكويت لأهلها من الاحتلال العراقي، دعمت لبنان على مر عقود من الزمن ولليوم، دعمت البحرين من خلال مجلس التعاون ودرج الجزيرة، دعمت اليمن على مر تاريخة تنمويا وبلا حدود، دعمت مصر، والأردن، وباكستان، وغيرها كثير من الدول الشقيقة والإسلامية وحتى غير إسلامية من مبدأ إنساني وأخلاقي وما تمليه عليها أخلاق ودين بلادنا التي تحكم الشريعة الإسلامية، المملكة واحة الأمن والأمان والاستقرار والبحث عن استقرار الأمم والشعوب، على مر تاريخها منذ عهد مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز رحمة الله عليه، وكل ملوك المملكة رحمة الله عليهم جميعا، لم تعتدي المملكة على أحد في يوم، ولا تطمع بأحد أو تتطلع لطموحات أكثر من وطنها وشعبها بأمنه وأمانه وهي قبلة المسلمين في هذا العالم، المملكة بتاريخها أنفقت مئات المليارات لدعم الأشقاء والأخوة العرب والمسلمين وغير المسلمين أيضا من مبدأ إنساني خالص، فلماذا تواجه الآن المملكة هذا "الجحود" والاعتداء من جنوبها؟ نعم هو اعتداء حين تتدخل جمهورية إيران باستغلال الطائفة التي طفت على السطح اليمني، وتستغل حالة الفوضى والفقر والصراع السياسي بدعم "الحوثيين" الذين ينسجمون معهم وأصبحت قوة انقلبت على الشرعية اليمينة وفرض الإقامة الجبرية عليه وهو الرئيس اليمني هادي منصور، ولكن فشلت في مساعها وهرب "بالشرعية" للجنوب إلى عدن، وبقيت الشرعية وجن جنون الحوثيون والإيرانيون المساندون لهم.

ما الهدف من كل هذا؟ أي ما يقوم به الحوثيون بفرض القوة والسيطرة وحكم اليمن؟ مع الأطماع السياسية، سيكون ذراع إيران في جنوب اليمن، وغرس شوكة في خاصرة المملكة جنوبا، في منطقة ودولة أصبحت تجمع كل أطياف التشدد والإرهاب من قاعدة ودواعش وغيرها كثير، ويحكمها اليمن لو حدث ماذا يعني ذلك؟ إيران هذا هو الهدف لها، والمملكة مستهدفة من إيران من تفجيرات "الحج" وفوضى العراق ودعم الحكم السوري وحزب الله بلبنان واحتلال الجزر الإماراتية وزرع القلاقل في البحرين، ونشر مذهبها في العالم، وتقديم كل الدعم اللوجستي والمالي والعقائدي بكل ما تملك، إيران لم تدخل دولة ومكان ووضعت قدمها إلا افسدته ولنا أمثلة كثيرة من العراق إلى سوريا ولبنان واليمن وغيرها. قرار الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، هو قرار لأمن المملكة والمنطقة، فقد وصلت المرحلة إلى مس وخلل أمني بالمنطقة ونظر له الملك سلمان برؤية ثاقبة وبعيدة المدى، والحل عاصفة الحزم، لكي يقطع الشر من بدايته من الأساس من الجذور، وبمساعدة ومساندة من قوات وأبناء هذا الوطن وبقيادة وزير الدفاع الشاب الذي برز بدور كبير في هذه المرحلة وهو الأمير محمد بن سلمان، وتفخر بهذا الوطن وقيادة هذه البلاد، حين حزموا ووضعوا الهدف الأول أمن وطن.. أمن بلاد الحرمين.. أمن المنطقة والحفاظ عليها، سدد الله خطاهم ووفقهم يارب العالمين.

نقلاً عن صحيفة " الرياض"