أحياناً... (تصفية الدولة العراقية)

الأصوات المرتفعة عن نهاية العراق الذي عرفناه لم تأتِ من فراغ، أصوات من الصحافة الغربية وأصوات من كردستان، بدأت بصوت خافت ثم ارتفعت كتصريحات رسمية، والمؤشرات لنتائج الحرب الطاحنة التي تدور رحاها في العراق الآن تشير إلى هذه النتيجة.. التقسيم، لا دولة مركزية في بغداد، الميليشيات تحكم العاصمة ومجموعات أخرى تسيطر على ما تبقى من أجزاء العراق، وحدها كردستان بمنأى عن ذلك، تقدم النموذج، والجيش العراقي الذي كان تعداده أكثر من مليون جندي اكتشف في الميدان أنه لا يتجاوز 350 ألف جندي، وتشير بعض المصادر إلى قوائم مسجلة في الجيش، أسماء كانت بعض القوى السياسية تحصل على رواتبها، صورة من صور الفساد الذي أسهم في انهيار العراق.

في بغداد تكشف المصادر نفسها أن موظفي الحكومة من «السنة» لا يستطيعون الذهاب إلى أعمالهم خوفاً من القتل، لا دولة هناك، المظاهر الطائفية المسلحة في الشوارع، تبث التعبئة الطائفية من طهران لتجد لها صدى من المرجعيات الطرفية، كما يستمر المالكي الذي خرب العراق وفوت الفرص في رفض التنحي، لا يزال الغطاء الإيراني متوافراً، على الأرض أصبح نوري المالكي مشرفاً على تصفية الدولة العراقية، أما المستفيد الأكبر من كل هذا فهو إيران، مرة أخرى تقطف طهران ثمرة عنجهية أميركية، حطمت الدولة ثم فرضت عليها رئيساً تحول إلى ديكتاتور. والحالة الأفغانية للعراق هي الأقرب لتخيل المشهد، لكن في المستقبل القريب يتوقع أن إيران ستسعى إلى فرض هيمنتها الكاملة على الأجزاء الجنوبية من بلاد الرافدين لتصبح ولاية إيرانية، ربما وبمباركة من الشركاء الجدد.

نقلاً عن "الحياة"