ماذا يُراد بنا؟

إذا أمكن الابتعاد عن التفاصيل التي يمر بها العالم عموماً وعالمنا العربي بخاصة، إذا استطعنا ذلك - وهو أمر غاية في الصعوبة لأن الأحداث بالغة القسوة والمرارة - لكن في محاولة ذلك بنظرة من أعلى، سنجد أن المسلمين طرف في أهم الصراعات السياسية في العالم، إما صراعات بينهم مذهبية في الظاهر، سياسية في المضمون، أو تنافس على السلطة.

العالم العربي بكل التدخلات الإقليمية والدولية نموذج، أو بينهم وبين فئات أخرى كما في ميانمار والفيليبين وأفريقيا الوسطى الطازجة قتلاً وتهجيراً.

لا شك في أن الحرائق في العالم العربي تأتي في الصدارة، وفيها يتم استخدام الإسلام بألوان متعددة ورايات مختلفة، ليس الغرض هنا الخوض فيها. في المحصلة المسلمون طرف في معظم الصراعات وأشدها قسوة، ووصل تشويه دين الإسلام والمسلمين من بعض من يرفع رايته إلى أبشع صوره، ارتبط بالدم والقتل للقتل، إلى آخر ما تمطرنا به الفضائيات والأخبار كل يوم من أحداث بشعة، ومن المؤكد أن هذا سيتم استثماره في ما أطلق عليه صراع الحضارات أو صدامها. المحصلة والنتيجة هي هذه الصورة الحمراء القانية.

والعالم - كما لا يخفى على الجميع - تحكمه قوى كبرى غير إسلامية، وبعض منها ما زال يرى في هذا الدين - أو بعبارة أدق في بعض المنتسبين إليه - خطراً له الأولوية في المواجهة. هذا مشروع معلن ويجرى تنفيذه.

هنا، وبإلحاح، يطرح السؤال نفسه، فبعدما تم تشويه الصورة وتهيئة الأرضية المناسبة، ألا يتوقع أن يتخذ العالم الأقوى موقفاً من الإسلام والمسلمين تجريماً أو تقنيناً، وربما تفصيلاً على المقاس الذي يريده هو؟


نقلاً عن "الحياة"