سفير العملات الصعبة

نفي وزارة الخارجية حول قضية سفير التأشيرات محدد بعدم تلقيها أي إفادة رسمية عن القضية من أي جهة بما فيها «نزاهة»، النفي محدد بعدم وصول خطاب! وهو الصيغة المتعارف عليها للتعامل بين الأجهزة.

الكرة الآن في ملعب هيئة الرقابة والتحقيق و«نزاهة»، وهي كرة كبيرة وساخنة، خصوصاً أن ما نشر في صحيفة «الحياة» ذكر أن التحقيقات مع سفير بيع التأشيرات أو عمولة إصدار التأشيرات بدأ منذ محرم العام الماضي. ليس سراً أن هيئة الرقابة والتحقيق تعمل وفق أسلوب قديم، وهي لا تحضر إلا في إحصاءات عامة، هذا منذ ما قبل إنشاء «نزاهة» واستمر بعده.

وهيئة الرقابة والتحقيق كانت قادرة وحدها على إحداث فرق في مكافحة الفساد، لكنها تموضعت في دائرة مراقبة الدوام الحضور والانصراف خصوصاً بعد الإجازات، مع إجراءات تطول وتطول في قضايا الفساد الإداري من دون نتيجة واضحة تنشر للرأي العام! لذلك تتحول الأجهزة الحكومية إلى ماكينات لإنتاج الخطابات وخطابات الرد وحفلة بين الصادر والوارد، أما اللب وما يمكث في الأرض فلا حضور له كما يجب أن يكون الحضور.

الكرة في ملعب هيئة الرقابة والتحقيق بالمشاركة مع «نزاهة»، وإما تكون هناك مكافحة للفساد أو نشرة أخبار عن متابعة بعضه لا غير. 

لا يصح أن تبقى بعض القضايا أسيرة للطريق البيروقراطي الروتيني نفسه الذي تعودناه من زمن بعيد، هناك حاجة ماسة الآن لإنشاء طريق خاص من عشرة مسارات عند النظر في إنجاز بعض القضايا، أخص بالذكر قضايا الفساد،وبدلاً من المداورة والمحاولة حول تعريف الفساد، وحتى لا نقع في ما وقعنا فيه في قضية مكافحة الفقر، يجب التعامل مع المسألة بصورة أخرى.

إذا لم يكن هذا هو وقت تغيير أسلوب الإجراءات ووضعها في خانة الأولوية والطوارئ فمتى سيكون؟ إن الوضع دقيق، وإذا كان البعض لا ينظر إلا إلى أخطار خارجية فليعلم أن هذه الأخطار لن تحقق أهدافها بالصورة التي تروجونها إلا من خلال ثغرات داخلية، والفساد من أوسع الشقوق، أما التهاون معه والإرجاء لعلاجه فهما الكارثة بعينها وعلمها المرفرف.

نقلاً عن صحيفة " الحياة"