السياحة في الكويت واعدة رغم المصاعب والأزمات السياسية
تستعد الكويت الآن لوضع خطة حكيمة لتطوير صناعة السياحة الداخلية، وذلك انطلاقا من أهمية السياحة كقطاع مالي ووظيفي للمستقبل يؤثر في الشعوب، ويؤثر في اقتصاديات الدول. وبدأت الكويت بشكل جدي، باستعادة عضويتها في منظمة السياحة العالمية بعد فترة انقطاع استمرت خمس سنوات، حيث إن الكويت كانت سباقة في مشاركتها في العضوية منذ عام 1973، ولكن للظروف التي مرت بها الكويت في النواحي السياسية والأمنية خلال العقدين الماضيين أصبح الاهتمام بهذا الجانب السياحي نوعا ما متوقفا، أما الأن فالدولة تضع في خطتها القادمة مجال السياحة في مقدمة متطلبات الفترة القادمة لما لهذا الجانب الاقتصادي والثقافي والاجتماعي من أهمية بالغة. وتسعى الكويت الآن لدراسة ووضع استراتيجية وخطة في مجال السياحة للسنوات العشرين القادمة، ولا شك أنها مرحلة جديدة، والمرحلة الحالية التي تمر بها المنطقة والظروف المتأزمة تعتبر مرحلة انتظار وعمل، حيث يتم العمل استعدادا للمرحلة القادمة التي تعطي مؤشرات متفائلة، لأن الكويت أصبحت بلدا سياحيا معروفا عالميا. وتتطلع الكويت عبر خططها المستقبلية إلى الاستفادة في ميدان القطاع السياحي من الاستقرار في المنطقة، وهذا سيكون في يوم من الأيام سوقا للسياحة في الكويت، كما تأمل أن تتعايش مع كافة شعوب دول الجوار في يوم انتهاء النظام العراقي وعودة الحياة الطبيعية إلى العراق، حيث من المقرر أن يكون هناك اتصال سياحي سواء من الكويت إلى العراق أو من العراق إلى الكويت . ويولي قطاع السياحة اهتماما بارزا بتطوير البرامج السياحية وزيادة عناصر الجذب للسياح والزوار وإقامة المهرجانات المنوعة وتقديم أسعار تشجيعية لزيارة الكويت بالتعاون مع شركة الخطوط الجوية الكويتية والفنادق التي تديرها أبرز الشركات العالمية، إضافة إلى المرافق والمؤسسات القائمة التي تلبي مختلف الأذواق. وبوسع الزائر للكويت أن يلمس حاليا حركة كثيفة لإقامة مشاريع متعددة تعزز البنية السياحية التحتية، من فنادق ومنتجعات سياحية ومنتزهات ترفيهية ومجمعات تجارية، كما تمت مؤخرا توسعة مطار الكويت الدولي بحيث يستوعب الزيادة المنتظرة في عدد السياح والزوار للسنوات المقبلة. وهذا كله يدل على مدى التفاؤل بالمستقبل الواعد للسياحة في الكويت التي تتمتع بأجواء انفتاح فريد وعمران مزدهر يتكئ على بحر رائع وشعب مضياف ومثقف.