نهاية الإجازة هي بداية الإرهاق!!

من المعروف أن الناس عموما والعاملين بشكل خاص يأخذون إجازاتهم بحثا عن الراحة والاستجمام واستعادة النشاط، وكثيرا ما تقضي قوانين العمل بمنح العاملين إجازة سنوية ليستريح فيها العامل أو الموظف، وهي وإن كانت إجازة مدفوعة الأجر وعلى حساب رب العمل، وينتظر صاحب العمل أن تعود هذه الإجازات بالنفع على العمل بعودة الموظف وهو أكثر نشاطا وحيوية، إلا أن هناك دراسة تقول عكس ذلك!! في دراسة قام بها مركز غالوب الشهير في استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة الأمريكية تمت على 1000 من الموظفين الذين تمتعوا بإجازتهم ونشرت نتائج الدراسة في جريدة نيويورك تايمز في شهر يوليو 2002، تظهر نتائج وحقائق غير ما ينتظر صاحب العمل أو ما ينتظر من عائد الإجازة، فخرجت الدراسة بالاحصائيات التالية: 1-أن 54 ? من الأمريكان الذين قضوا إجازاتهم عادوا من الإجازة وهم منهكون . 2- أن 20? من الأمريكان كان الإرهاق كبير جدا إلى الحد الذي كانوا يحتاجون معه إلى راحة لشدة التعب والإرهاق. 3-كانت المشكلة الرئيسية التي تواجه المسافر هي قلة النوم، واعترف 10? من المشاركين في الاستطلاع أن برنامج نومهم هو سبب الإرهاق، فقد كانوا يستيقظون مبكرين، وينامون متأخرين. 4-عدم شعورهم بالإرهاق أثناء السفر، فقد كانت المتعة في السفر والتغيير تتغلب على نقص النوم، وكانت الترتيبات الجديدة جزءا من متعة السفر. الطبيعة لها كلمة: النوم مطلب طبيعي للجسم، ويختلف الناس في عدد ساعات النوم التي يحتاجونها، ولكن الغالبية تحتاج إلى 8 ساعات نوم كاملة، وعدم منح الجسم كفايته من النوم يجعل الطبيعة تتدخل وتتعامل مع المشكلة معاملة خاصة. إن قلة النوم وعدم إشباع الحاجة إليه، لا تنتهي بنومة واحدة تكسر حلقة السهر المتواصل، فإن الجسم يحتاج إلى عدد من ساعات النوم يوميا، ومتى ما نقصت هذه الساعات عن المعدل، فإن الجسم يسمح بتجاوزها، ولكنه يطالب بسدادها فيما بعد، أي أن الساعات الإضافية في اليقظة والمأخوذة من ساعات النوم سيتم تعويضها لاحقا من ساعات اليقظة، وبدون أن يشعر الإنسان بذلك، فالطبيعة تعمل على التوازن، فقلة النوم لمدة أسبوع سيتم تعويضها في الأسبوع القادم، وهنا يحدث الإرهاق الذي يشعر به المسافر، ويعود للعمل وهو مرهق ويطلب الراحة، وكأن الإجازة لم تقدم له شيئا من الراحة. الحلول: ينصح الخبراء بعلاج قلة النوم والإرهاق المصاحب للمسافر عند وصوله العمل بعدة وسائل: 1-المحافظة على عدد ساعات نوم كافية أثناء السفر، ويمكن تحقيق ذلك بالمحافظة والاستمرار على مواعيد النوم والاستيقاظ كما كان المعتاد قبل السفر، وهذا يمكن في حالة تجنب الإكثار من القهوة، مع بذل بعض الجهد البدني، والالتزام بالذهاب إلى السرير في الموعد المعتاد. 2-أن يتمتع الإنسان بالإجازة على مهل، فليس من الحكمة أن يجعل برنامج الرحلة هو زيارة ستة مدن متباعدة خلال أسبوع واحد، فهذا يسبب الإرهاق والقلق الذهني والنفسي في الوقت نفسه، فشعور الإنسان بأن وقته ضيق، وأن فرصته في قضاء وقت مريح قد يفسد عليه برنامج الرحلة، سيجعل الرحلة سباقا مع الزمن أكثر منها رحلة للمتعة والراحة. 3-التجهيز والإعداد للرحلة مبكرا، فالبعض كما تقول الدراسة السابقة يجعلون ليلة السفر هي ليلة تجميع الأغراض، وإنهاء الإعمال المتعلقة بأمور السفر، وتعبئة حقائب السفر، وهذا بذاته جهد كان في الإمكان توزيعه على ليالي سابقة، بما يسمح بأن يرتاح المسافر ليلة السفر. 4-كما أن النصيحة التي يكررها خبراء السياحة والسفر هي أن على المسافر أن يرتاح وينام بما يكفيه، في الليالي السابقة للسفر، لكي يبدأ سفره وهو متشبع من النوم وأخذ كفايته منه، فهذا يعينه على تحمل السهر لاحقا. 5-وهناك نصيحة أخرى تطلب من المسافر أن يوفر يوما من إجازته ويعود مبكرا، فليس من الحكمة أن يعود بعد منتصف الليل إلى مسكنه، ويباشر عمله في اليوم التالي لعودته، فالراحة لمدة أربع وعشرين ساعة بعد السفر، هي المرحلة الانتقالية التي يحتاجها الجسم للتكيف والعودة إلى الحياة الطبيعية، وان عدم توفير هذه الساعات القليلة من الراحة، يعني توزيع الإرهاق على أيام وليال عديدة قادمة. الخلاصة النوم هو المشكلة: في هذه الدراسة ودراسات سابقة يظهر أن النوم سلطان لا يفرط بحقوقه، فعندما يفقد سلطته وساعاته، فإنه يطالب بها، ويجعل جسم الإنسان في تهالك وتعب حتى يستوفي حقه كاملا. لذا فإن النوم الكافي هو دواء الإرهاق والتعب المصاحب للسفر، وليس هنا ك من مفر من الاهتمام بالنوم والراحة، للبحث عن الراحة والمتعة في السفر. ???