أخي الشاب احذر وتجنب الشائعات!!
للإشاعة سوق رائجة، و تعتبر بضاعة سائغة يتناقلها الكثيرون مع عدم الاكتراث أو عدم تقدير الآثار الناتجة عن ترويج الشائعات، ويبرز خطر الإشاعة في ترويجها في عصر الإنترنت وتعدد أنواع الوسائط الاتصالية، ولو بحثنا عن سبب تلك الآثار الضارة المترتبة عند بطلان الإشاعة لوجدنا أن النواة والبذرة الأولى هي عدم التثبت في الأخبار وأخذها جزافا دون تمحيص أو نقد، وقد رسم القرآن الكريم قاعدة عظيمة للمؤمنين حيث يقول الله جل وعلا في كتابه العزيز (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)، ويقول عليه الصلاة والسلام كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع. وتختلف الإشاعة باختلاف دوافعها أو أهداف الأشخاص المنقولة عنهم، فتارة تكون الإشاعة مدحا، وتارة تكون ذما، وتارة تكون خليطا بين النوعين، وتارة تكون غريبة، أي في سياق وقائعها، حتى تكون في عداد المستحيلات، لكن تلقف الناس وتناقلهم لها جعل المستحيل أمرا ممكن الوقوع، وتأتي الإشاعة أحيانا بدافع النصح أو التحذير أو الشماتة أو الفضول، والشاب المثقف في الغالب يدرك حقيقة مثل هذه الأمور، وعنده قابلية أكثر من غيره لمعرفة كيفية التعامل مع الأخبار والمعلومات المغلوطة. لقد ذم الله من يعتادون الحديث عن كل ماسمعوه فقال عز وجل (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به) يقول سيد قطب رحمه الله في حديثه عن هذه الآية، والصورة التي يرسمها هذا النص هي صورة جماعة في المعسكر الإسلامي لم تألف نفوسهم النظام ولم يدركوا قيمة الإشاعة في خلخلة المعسكر. وعلى الشاب أن يكون موقفه من الإشاعة ثابتا، وألا يسرع بتصديقها أو نقلها إلا بعد التأكد من أمور هي:- 1- عليه أن يذكر الناقل بالله تعالى وأنه محاسب ومؤاخذ على كل كلمة يلفظ بها. 2- وعليه أيضا أن يحثه على التروي وعدم العجلة في نقله. 3- عليه أيضا أن لا يبادر بتصديق الإشاعة فورا، خاصة إذا لم تكن الأدلة والقرائن قائمة أكمل قيام وأتمه . 4- إذا كانت الإشاعة عن شخص موسوم بالخير فينبغي أن يحمل على المحمل الحسن ويلتمس له العذر في ذلك إذا كان للعذر مبرر شرعي صحيح . فإن لم يكن له مبرر في ما نسب إليه فعلى المنقول له أن يذكر الناقل بأن الواجب في هذه الحالة النصح والتوجيه حتى يستقيم الخلل الذي سبب وجود الإشاعة .