إشعاع منير من حياة الإمام الراحل ابن باز بلسان أحد القريبين منه!!
?? اسم الكتاب: جوانب من سيرة الإمام عبد العزيز بن باز رواية: الشيخ محمد بن موسى الموسى إعداد: محمد بن إبراهيم الحمد الناشر: دار ابن خزيمة 2002م ?? في شهر محرم من عام 1420هـ فجع العالم الإسلامي بوفاة أحد الأئمة الكبار فيه، وكان الخبر أكثر إيلاما في المملكة العربية السعودية، فهذا الشيخ وإن كان منصبه هو المفتى الأكبر في عاصمة الإسلام إلا أنه كان يمثل الأب والراعي، والداعي للدعوة الإسلامية والدفاع عنها في كل مكان. وفي هذا الكتاب صور حية عن حياته وفكره، يقدمها للقراء شخص يعتبر من أقرب الناس إليه عملا وفكرا، فراوي الكتاب الشيخ محمد الموسى، وكان هذا الشيخ يقوم بعمل مدير مكتب الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله، وهذا يعني أن الرواية ليست من روايات المجالس للتسلية والترويح بل إنها حقائق ووقائع صادقة وموثقة. وهذا الكتاب جمع مادته الشيخ محمد بن إبراهيم الحمد نقلا عن الراوي، إما مشافهة أو إملاء أو كتابة، ويقول إنه اختار العناوين، وإعادة الصياغة، والإشراف على الطبع والتصحيح. كتاب يشد القارئ: هذا الكتاب هو من الكتب التي تستحوذ على القارئ، فهي من كتب السير النبيلة، فالإنسان بطبعه يرغب في معرفة أحوال الغير، وخاصة المشاهير، وإذا كان هذا الإنسان هو مشهور لله ومحب لله، فإن محبته ستملأ القلوب، ومتى امتلأ القلب بالحب فإن أي سيرة عطرة للمحبوب ستلاقي أذنا صاغية وعقلا متفتحا. وهذا هو سر شد هذا الكتاب لمن يبدؤه، فهو سيرة رجل أحبه الله فاحبه الناس. ومجموعة الروايات الواردة في هذا الكتاب تزيد في محبته، وتنشر محبته بين لم يسعد بمعرفته عن قرب من الأجيال القادمة، وفي هذه الروايات دروس عن ماذا يعني العلم وماذا يعطي صاحبه، وكيف نفهم العلم ونعمل به، وماذا يجب على العالم أن يتصف به. إن اختيار قطوف من هذا الكتاب هو أمر صعب، فكل ما ورد فيه من روايات تستحق أن تكون في باقة القطوف التي لا يمل القارئ من قراءتها والتمتع بما فيها من علم ومعرفة وفكر وتصرف حكيم. زهرة من غابة زهور!! ليس للعلم منتهى: مما يريه هذا الكتاب عن مكانة الشيخ الرفيعة ورغبته في نشر مفهوم المعرفة يذكر الراوي عن رجل سبق وأن قابل الشيخ وتناقش معه في أمور، ويعتقد هذا الرجل أنه من طلبة العلم الكبار، وبعد زمن عاد هذا الرجل إلى الإمام وقال: أمرني مرجعي بعدم الإفتاء وعدم مخالفة سماحتكم والمفتين المعتبرين، وقد قلت لمرجعي: إذا ثبت لدي ما يخالف الشيخ فأنا أفتي به، ولا يجوز لي تقليد الشيخ، فما رأي سماحتكم؟ فقال سماحة الشيخ: هذا هو الصحيح، لا تقلدني، ولا تقلد غيري، إذا وجد دليل يخالف. قال: يا شيخ أرجو أن تكتب لي كتابا بهذا المعنى. فبدأ سماحة الشيخ يملي من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى الأخ المكرم صاحب الفضيلة فلان بن فلان أما بعد: فلا يجوز تقليدي ولا تقليد غيري من طلبة العلم إذا ثبت لديك ما يخالف ما أفتي به أو غيري إن هذه الواقعة تبين مقدار فهم الشيخ وسعة علمه، فهو لم يطلب من هذا المتعلم أن يراجعه فيما يفتي أو أن يتبعه في آرائه، بل طلب منه اتباع الدليل الصادق والصحيح، فالشيخ هنا لم يضع نفسه في مصاف الذين لا يخطئون أو لا يفوتهم باب من العلم لا يعرفونه، إنه يعلم أن العلم واسع وان الله تعالى يقول: وما أوتيتم من العلم إلا قليلا. زهد وتواضع: يذكر الكتاب مجوعة قصص عن تواضعه، وتبين مقدار زهده فهو لم يغير أثاث منزله إلا بعد إلحاح من أصحاب الشأن، ويذكر الراوي عن اختياره للسيارات التي تقدمها الدولة لكبار العاملين فيها ويقول إن السيارة الممنوحة له ولأمثاله إذا انتهت مدتها، وأرادوا تغييرها بأحدث منها قال: وما علتها؟ فيقال له: انتهت مدتها، فماذا تريدون بدلا منها يا سماحة الشيخ؟ فيسأل: وما أنواع السيارات؟ فيذكر له الكديلاك والمرسيدس والفورد والبيوك وغيرها فيقول: والكابرس؟ فيقال له: لا يليق بمقامك، فيقول لماذا؟ أليس القبر واحدا؟! هذه القصة تكفي لتوضيح مقدار تواضعه وزهده، فالسيارات كما هو معروف وسيلة مكابرة وتفاخر بين كبار الموظفين، وهذا الشيخ يختار السيارة الأقل قيمة بعدا عن التفاخر والمكابرة التي هو يحاربها بدعوته الصادقة للتمسك بالدين القويم. مؤلفاته: ورد في الكتاب لقد ترك سماحة الشيخ رحمه الله مؤلفات وآثارا علمية كثيرة، يصعب حصرها، واستقصاؤها، فمنها المكتوب، ومنها المسموع، ومنها المطبوع ،ومنها الذي لم يطبع، ومنها ما يشترك به مع غيره ككثير من الفتاوى إلي غير ذلك .. ويجد القارئ أن هناك ما مجموعه 35 مؤلفا للشيخ غير الأشرطة والإملاءات التي لم تطبع، ومن هذه المؤلفات: 1-الفوائد الجلية في المباحث الفرضية، وهو من أول مؤلفاته 2-التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة 3-التحذير من البدع 4-رسالتان موجزتان في الزكاة والصيام 5-العقيدة الصحيحة وما يضادها. وتمتد القائمة لتشمل أبواب واحكام الشريعة بمواضيعها المختلفة، ومنها الدروس الجديدة ومنها ما هو تعليق على متون أو شروح سابقة. كتاب لا بد من قراءته: هذا الكتاب هو سيرة عطرة لرجل أحبه الله وحبب خلقه به، وما أجمل أن يكون في كل بيت، ليطلع عليه كل أفراد الأسرة وكل زائر وضيف. وقد تم إخراج هذا الكتاب بشكل جميل، وميسر للقراءة، ويمكن لأي شخص أن يبدأ بأي صفحة فيه وسيجد أنه يتابع القراءة بدون مشقة في اللغة أو الفهم. ???