التأدب في الحوار.. من سمات الشباب المثقف
من محاسن هذا الدين هو أنه لم يغفل كل صغير في عاداتنا وتعاملاتنا اليومية إلا أرشدنا أو نبهنا إليها، ولنا إلى جانب ذلك في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدبه الجم أسوة حسنة في استماعه للصغير والضعيف والفقير، ومجالسة الكل، ولنا أيضا في خلفائه من بعده القدوة المثلى، والشاب المسلم المثقف يمتاز دائما بحرصه الشديد وتمسكه الدائم بالثوابت والآداب الدينية والأخلاقية، وفي ذلك أدب الحوار، ونعني هنا بالذات أدب التحاور من خلال الوسائل الحديثة التي أفرزها لنا التقدم المعاصر، من خلال شبكة الإنترنت حيث يكثر أن يلتقي الشخص بالعديد من الأشخاص، ويتبادل معهم أطراف الحديث من خلال مايسمى بالدردشة أو الماسنجر، أو أي من برامج المحادثة التي يتداولها الناس، حيث يجدر بالعاقل أن يكون سفيرا لدينه وداعية للخير بأدبه وأسلوبه المهذب في الحوار، ومن أهم النقاط التي من المفترض أن تكون نصب أعيينا دائما أثناء التحادث، ونعرضها هنا للتنبيه والتذكير فقط إذ قد لا تخفى علينا وهي: 1-الحرص على التحدث من خلال هذه الوسائل عند الحاجة فقط وعدم الإكثار منها على حساب ماهو أهم من عبادة أو فعل خير أو تعلم، فالمسلم ليس لديه وقت يهدره في اللهو والعبث، وهو يعلم أنه خلق لمهمة أكبر وأعظم من ذلك. 2- الاستئذان عند إضافة أي شخص إلى قائمة التحادث إذ أن البعض يتضايق من ذلك، لذلك فإن الأسلوب المهذب يحثك على إرسال رسالة استئذان أو طلب شفوي ممن تعرفه. 3- لايشك عاقل في ضرر مشاركة المرأة للرجل في نقاشهما، وبالذات إذا كان النقاش خاصا، لما يسببه ذلك من افتتان كل منهما بالآخر، وعندما نتحدث عن هذا الجانب لوحده والقصص المأساوية التي حدثت بسبب التحادث بين الجنسين فلا شك أننا سنتحاج ونستهلك الكثير من الوقت. 4- من أدب المسلم أن يبدأ من يحادثه بتحية الإسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأيضا السؤال عن حال من تتحدث معه، وعدم الإطالة في المقدمات التي تضيع الوقت ولا طائل من ورائها. 5- احترم رغبة الآخرين في حال التحاور معهم، فإذا كان أحدهم مشغولا فتحين الوقت المناسب للحديث، وإذا اعتذر لك فاقبل عذره، وحدثه في وقت آخر، وأحسن الظن به إذ أن البعض قد يصف ذلك كنوع من أنواع الكبر أو الاستعلاء وهذا خطأ، قد تعصف بالعلاقة بين الأصدقاء. 6-احترم خصوصيات الغير، وأعني بهذا أن لا يكون الواحد منا فضوليا يحب أن يعرف كل شيء? سواء أكان هذا مهما أو تافها .. فلا تسأل محدثك عن مهنته أو بلده أو عمره أو اسمه أو غير هذا وتكرر وتلح عليه بالطلب، فقد يكون لا يريد أن يعرفه أحد .. أما إن رأيت أنه موافق أو غير مهتم فهنا لا بأس ..