التفكير لا يحتاج إلى ذكاء خارق لتفعيله!!
??اسم الكتاب : التفكير(مهاراته، واستراتيجيات تدريسه) اسم المؤلف: د. حسن عبد الباري عصر الناشر: مركز الإسكندرية للكتاب 2001م (411 صفحة من الحجم الكبير) يقدم لنا المؤلف، وهو أستاذ تدريس اللغة العربية، أفكاره الموسعة عن التفكير، وهو يخاطب المؤسسات التعليمية في جميع كتاباته، بحثا عن وسيلة لتحسين أداء التعليم في العالم العربي كما يقول في كتابه. التفكير الجيد مكتسب وليس فطرة: والمؤلف يفرق بين نوعين من التفكير، فالتفكير اليومي في شؤون الحياة الروتينية، من ركوب السيارات، إلى قطع الشارع، وتناول الطعام في البيت أو في المطعم، فهذا في نظره تفكير عادي يقوم به الكثير من الناس، وهو اعتياد على أمر لا يثير التفكير، أكثر من أن يكون تفكيرا مركزا. وهو لا يتحدث ولا يبحث عن هذا النوع من التفكير، ويقدم في كتابه فن التفكير المنتج أو الفعال وتعليم هذا الفن. ويرى أن التفكير علم يمكن تعليمه، ويرى ضرورة تدريس فن التفكير وتعليمه في المدارس وخاصة مدارس إعداد المعلمين، لأن التفكير الماهر ليس أمرا فطريا، ويقول كثير من الناس لو تركوا وشأنهم فلن يتطور تفكيرهم، ولن تنموا طاقاتهم، ولا مهارات تفكيرهم. وهذا معناه أن التفكير الماهر ليس نتاجا طارئا في مدارج النمو والنضج، كما أنه ليس حصاد خبرات عارضة، وليس كذلك نتيجة حتمية للنضج العضوي، ولا للقراءة في مواد الدراسة (ص16). التفكير نتيجته المعرفة: يرى المؤلف أن المجتمعات تعرف بقدرتها على التفكير من غزارة إنتاجها للمعرفة، فهناك مجتمعات منتجة ومجتمعات تحاول الإنتاج أو تساهم فيه ومجتمعات أخرى عاجزة عن الإنتاج أو المساهمة فيه، وتعمل فقط في استقبال المعرفة سلبا، ويربط ذلك بنتاج التفكير وليس الذكاء، فالذكاء طاقة كامنة، وتعليم التفكير وفنه يطلقها. ويرى المؤلف أن الذكاء أصبح نقطة صغيرة في محيط الكلام عن التفكير. ويقول ان هذا التحول من الذكاء إلى التفكير هو في حقيقته تحول من مدارس علم النفس السلوكي إلى علم النفس المعرفي، وهذا التحول أصبح من اهتمامات المدارس والجامعات، وبمعنى آخر الاهتمام بأساليب التعليم بدلا من حفظ نواتجه، والانصراف إلى قوانين المعرفة بدلا من المعرفة ذاتها. التفكير الابتكاري والتفكير النقدي: يقسم المؤلف أنواع التفكير إلى قسمين: تفكير ابتكاري وتفكير نقدي. وفي هذين القسمين يمكن أن ندمج كل أنواع التفكير مثل التفكير المنطقي، والتفكير الإبداعي والتفكير التحليلي، ويرى أن كلا منهما يخدم الآخر، ويكونان حلقة واحدة. فالتفكير الابتكاري هو تفكير تقاربي وينتج ويولد الجديد، والتفكير الناقد هو تفكير تباعدي، ويسعى إلى تأكيد القيمة والصدق في شيء موجود فعلا، ويقدم مقارنة مميزة ويقول يعتمد التفكير الابتكاري على مبادئ محتملة، في حين يقوم التفكير الناقد على مبادئ مقبولة، وهكذا فكلا نوعي التفكير يمثلان وجهي عملة واحدة، ومع هذا فهما ليسا متطابقين .( ص 64) والمؤلف يرى أن كلا التفكير ين يحتاجان إلى مهارات وتعليم مسبق، وهو يشكو من عدم توفر أسس كلا النوعين في طرق التدريس الحالية، بل إن هناك محاربة للتفكير النقدي، لأنه قد يعارض بعض الأسس الاجتماعية المتعارف عليها. نعم يمكن تدريس فن التفكير!! يقدم المؤلف فصلا موسعا وشرحا دقيقا عن فن تدريس التفكير، ويقدم للمدرس الطرق السليمة لشحن عقل الطالب، ليس بالمعلومات فقط ولكن بالتفكير أيضا، فيجعل مسؤولية التعليم على الطالب ومسؤولية إثارة التفكير على المدرس، فليس التعليم بشحن المعلومة في عقل الطالب أو الدارس، بل التعليم هو في فهمها تفكيرا بها من خلال تشغيل المعلومات، حيث يكتشف الطلاب العلاقات المتبادلة في البيانات وأنواع المعارف المستخدمة، ويستنتجون بأنفسهم ويتحققون من استنتاجاتهم، وهم بذلك يتجاوزون ظاهر المعلومات إلى ما خلفها. يقول المؤلف ليس صوابا ذلك القول الذي يجعل التفكير حكرا على مواد بعينها كالعلوم الفيزيائية أو الرياضيات وعلوم الحاسوب وما على شاكلاتها. وإنما الأصوب أن التفكير ماثل في كل حدب وصوب، وفي كل نظام من نظم المعرفة، وفي كل مادة دراسية. ومن ثم يجب أن يكون التفكير مادة للتدريس، وموضوعا له، من خلال المنهج المدرسي في معناه الأعم والأشمل . (ص 282) فصول الكتاب: يقدم لنا المؤلف بحثه في التفكير ومهاراته، في تسعة فصول موسعة ومطولة، مملوءة بالرسوم التوضيحية، وحالات من الواقع وجداول ونوافذ تلخيصية: الفصل الأول: التفكير ومهاراته الفصل الثاني: مهارات التفكير واستراتيجيات تدريسها: اختيارا وتعريفا الفصل الثالث: تنظيمات تدريس التفكير الفصل الرابع: تقديم مهارات التفكير الفصل الخامس: ترشيد الممارسات في تدريس التفكير الفصل السادس: نقل آثار تدريس مهارات التفكير واستراتيجياته الفصل السابع: ضبط التفكير وتوجيهه (ما وراء التعرف) الفصل الثامن: قياس التفكير الفصل التاسع: تطبيقات في تدريس التفكير كتاب قيم: كتاب يجب أن يقرأه جميع المعلمين، فهو موجه لهم، ويفضل أن يقرأه جميع العاملين مع الآخرين في العمل، سواء شركات أو مؤسسات حكومية، فالتفكير والإبداع والنقد له أصول وله قواعد، فيجب أن يعلمها الجميع، وهي مطروحة بتفصيل ميسر في هذا الكتاب القيم، ويجب أن يكون في مكتبات الأسرة، فهو كتاب مفيد للوالدين أيضا وللتلاميذ، ففيه بعض الحالات (قصص من الواقع) ستكون حافزا على القراءة والتفكير أيضا. ???