في جزر سيشيل يبيعون الطبيعة والبراءة!
?? تعتمد جزر سيشيل في تجارتها ودخلها القومي على السياحة، فليس لها من موارد أخرى، ويقدمون السياحة بطريقة بدائية أيضا، فهي تفتقد أسماء الفنادق الشهيرة أو المنتجعات الكبيرة، ولكنها نقطة جذب للسياح ليس بمقدرتها وصناعتها السياحية بل بما منحتها الطبيعة من جمال وهدوء، وشواطئ تعتبر الأفضل والأجمل في العالم على الإطلاق. وهي ما تعرضه للسائح والزائرين لها. شواطئ فريدة شواطئها كما تصفها كتب السياحة أجمل شواطئ على وجه الأرض، فرملها أبيض وناعم ونظيف جدا، وتوجد الصخور المتناثرة على شواطئ جزرها العديدة، وهذه الصخور هي بقايا جبال الجرانيت التي كانت في قارة جندوانالاند وهي القارة التي يقول علماء الجيولوجيا إنها كانت تربط آسيا بأفريقيا قبل انفصالهما عن بعضهما منذ ملايين السنين. لذا فإن هذه الصخور الذهبية هي قطع ذهبية ناعمة بفعل الأمطار والأمواج التي تغسلها كل يوم على مدار ملايين السنين. فأصبحت تماثيل طبيعية متناثرة على الشواطئ الساحرة لتزيد في جمال الشواطئ. ومياه الشواطئ ملونة بلون الزمرد الأخضر والأزرق حيث توجد الشواطئ الضحلة والتي تسمح من نظافتها وصفاء المياه فيها للسائح أن يرى الأسماك وهي تسير في مجموعاتها الكبيرة بالعين المجردة وهو يخوض في الشاطئ النظيف، أو يركب القوارب الزجاجية التي تقوم بجولاتها الاستكشافية في كل ساعة، محملة بالزوار والسائحين ليشاهدوا عالم الأسماك كما هو في طبيعته التي لم يتدخل بها الإنسان. جزر بلا عدد!! تقع هذه الدولة بجزرها العديدة في منطقة المحيط الهندي بين آسيا وأفريقيا، فهي تبعد عن شواطئ كينيا بما يزيد قليلا على 1600 كم، فهي تنتسب إلى أفريقيا جغرافيا، ولكنها تنتمي إلى آسيا بسكانها، فأغلب سكانها من الهنود والصينيين ومن دول شرق أسيا وبقايا من المستعمرين القدامى، وهم الإنجليز ثم الفرنسيون فيما بعد وبعض الأوربيين ، وأما الأفارقة في هذه الجزر الأفريقية فهم الأقلية. وعلى الرغم من أنها تنسب جغرافيا إلى العالم القديم إلا أن هذه الجزر لم تكتشف ولم تستعمر من قبل الإنسان إلا بعد اكتشافها من الرحالة الإنجليز في عام 1744م. تتكون جمهورية سيشيل من 115 جزيرة ساحرة بعضها ترك على حالته البدائية منذ آلاف السنين، ومساحة هذه الدولة بجزرها العديدة هو 455 كم مربعا أي أن متوسط مساحة الجزيرة فيها هو أربع كيلومترات مربعة. واشهر مدنها هي مدينة فكتوريا وهي العاصمة، وفيها المطار الوحيد الذي يستقبل الطيران الخارجي. ويسكن في العاصمة أكثر من نصف سكانها الذين يبلغ تعدادهم 80 ألف نسمة، ويعمل أكثرهم في أنشطة السياحة. ومن أجمل جزرها التي يقبل عليها السياح: جزيرة ماهي وجزيرة براسلين وجزيرة لادياغو حيث يسكن هذه الجزيرة الأخيرة ثلاثة آلاف نسمة يعمل جميعهم في خدمة السياحة. فئة خاصة من السياح! زيارة هذه الجزر يقدم عليها فئة خاصة من السياح يبحثون عن المتعة والطبيعة البريئة بدون صخب الحياة العصرية، لذا فإن هناك فنادق مميزة، ولكنها تنتمي إلى بيئة الهدوء، فلا يوجد فنادق شهيرة، وأكثر فنادقها تعتمد على الاندماج في البيئة، لذا أكثرها عبارة عن مساكن منفردة أو فنادق لا ترتفع أكثر من دورين فقط. والسياحة في هذه الجزر تتطلب نوعا خاصا من السياح، فهي ليست لذوي الدخل المحدود، فمتوسط تكلفة الليلة في هذه الجزر للسياح القادمين إليها هي 750 دولارا، بل إن هناك جزرا تؤجر بكاملها، منها جزيرة فيليست التي لا تزيد مساحتها عن ثلاثة كيلومترات مربعة، وتحتوي على فندق يتسع لستة عشر شخصا، مع ملعب للتنس ومسبح وقارب سياحي، تؤجر هذه الجزيرة بكل خدماتها السياحية بمبلغ 15000 دولار لليلة الواحدة، ولا بد من الحجز مقدما، لأنها مشغولة أكثر أيام السنة، حيث يقبل على استئجارها الأغنياء بأسرهم وأصحاب الشركات الكبيرة والمديرون الذين يبحثون عن الراحة والهدوء والانعزال عن العالم، ولو لمدة أسبوع، ولكن بدون افتقاد للمتعة .. لذا فقد أقيمت فيها بعض الاحتفالات الغالية، مثل مسابقات الجمال العالمية، حيث إن السياحة فيها مخصصة لفئة قادرة على تحمل مصاريف المتعة. و يزور هذه الجزر عدد قليل من السياح مقارنة بالأماكن السياحية الأخرى بسبب البعد والغلاء، فمتوسط عدد زوارها السنوي لا يزيد على 150 ألف زائر فقط. نباتات عجيبة !! ينبت في هذه الجزر نوع من نبات جوز النخيل، ولكنه شجر فريد في نوعه، فطول النخلة يصل إلى أكثر من 30 مترا ، ويرتفع هذا النوع من النخيل ارتفاعا كبيرا، وكأنه يتحدى الجاذبية الأرضية، وهذه الأشجار تقدم أيضا ثمرة غريبة، فحجم جوزة النخيل كبير جدا، والإنتاج في النخلة الواحدة قليل، بل إن كل نتاج يتم تسجيله رسميا قبل بيعه والتصرف فيه. وتباع بعض منتجات هذا النوع من النخيل النادر بمبلغ يصل إلى 2000 دولار للثمرة الواحدة. كما أن الجزر تعتبر مزارع طبيعية لكثير من أشجار البهارات مثل القرفة والفنيليا وجوز الطيب، وتعتبر من المنتجات الزراعية الهامة في هذه الجزر. ???