منازعات دولية لإطلاق اسم ليبيتسانر على الخيول العربية

اد الجدل القائم بين النمسا وجارتها سلوفينيا حول الخيول العربية الأصيلة ليبيتسانر في مدرسة الفروسية الأسبانية الشهيرة في فيينا أن يفجر أزمة سياسية بين البلدين، حيث طالبت مفوضية الاتحاد الأوروبي النمسا العضو فيه وسلوفينيا المرشحة للعضوية بإجراء مفاوضات مباشرة للتوصل إلى تسوية ثنائية لهذا النزاع الذي تم عرضه على منظمة التجارة العالمية للبت فيه وفقا لقانون حماية الملكية الفكرية. ويعود سبب هذا الخلاف المطروح حاليا أمام منظمة التجارة العالمية دبليو تي أو إلى أن سلوفينيا تطالب النمسا بالكف عن تسمية خيولها الشهيرة باسم ليبيتسانر بحجة أن هذه التسمية أطلقت على الخيول النمساوية التي تمت تربيتها في منطقة لبيتسا السلوفينية منذ سنة &# 1633;&# 1637;&# 1640;&# 1632; عندما كانت سلوفينيا تابعة للإمبراطورية النمساوية المجرية السابقة، أما الآن وقد أصبحت سلوفينيا جمهورية مستقلة فمن حقها هي وليس من حق النمسا أن تطلق على الخيول السلوفينية التي يتم تربيتها حاليا في المنطقة المذكورة اسم ليبيتسانر . أسباب مادية أما وجهة النظر النمساوية والتي عبر عنها وزير الزراعة النمساوي فيلهلم مولتيرير فإنها تتلخص في أن سلوفينيا لم تثر هذا الموضوع لأسباب تاريخية أو جغرافية، ولكن لأسباب مادية احتكارية ، إذ أن سلوفينيا تريد في حقيقة الأمر استغلال اسم ليبيتسانر الذي يطلق حاليا على أجود الخيول النمساوية من أصل عربي، بل على أجود الخيول في العالم الشهيرة بعروضها الراقصة على أنغام الموسيقى الكلاسيكية والتي تجلب للنمسا سنويا حوالي ثلاثة ملايين دولار، بغض النظر عن ملايين الدولارات التي تدخل صناديق مدرسة الخيول الأسبانية في فيينا في شكل مساعدات وتبرعات. وكان وزير الزراعة النمساوي مولتيرير قد أوضح أن سلوفينيا تطالب النمسا بالتخلي عن أحد أهم تقاليدها التاريخية التي أرساها أحد أمراء أسرة هابسبورغ النمساوية وهو الأمير كارل منذ سنة &# 1633;&# 1637;&# 1640;&# 1632;، كما أن جميع أباطرة النمسا وكل روسائها فيما بعد سخروا كل طاقاتهم بالإضافة إلى جزء مهم من ميزانية الدولة لمواصلة هذا التقليد الرائع المتمثل في المحافظة على أصالة أجود الخيول في العالم، إلى درجة أن النمساويين اصبحوا يعتبرون هذه الخيول جزءا من تاريخهم الحضاري. اسم ليبيتسانر وأضاف أن إيطاليا جربت هي أيضا في الماضي عندما كانت تحتل سلوفينيا ابتزاز النمسا بمطالبتها بدفع ضريبة على إطلاق اسم ليبيتسانرعلى خيولها العربية الأصل، إلا أنها فشلت ولم تلق أي تأييد دولي لتلك المطالبة، وكانت منظمة التجارية العالمية قد عينت لجنة مختصة للنظر في الشكوى السلوفينية مما أدى إلى تدخل الاتحاد الأوروبي في هذا الخلاف لمناشدة الدولتين المتجاورتين إجراء مفاوضات ثنائية مباشرة للتوصل إلى حل وسط في هذا الخلاف الثقافي والتجاري. وأكد العديد من النمساويين أن النمسا لن تتخلى أبدا عن خيول ليبيتسانر مهما كان الثمن وأنها ستواصل تربية هذه الخيول البيضاء الجميلة التي لا مثيل لها في العالم نظرا لأن مدرسة الفروسية الأسبانية التي تشرف على تربية هذه الخيول العربية الأصيلة وترويضها أصبحت من أهم معالم مدينة فيينا السياحية ومصادرها للعائدات السياحية .