جديد نجيب محفوظ من قديمه!!

??اسم الكتاب : فتوة العطوف ??اسم المؤلف : نجيب محفوظ ??جمعها الأديب محمد جبريل ? مجموعة من تسع قصص، من إبداعات الكاتب العالمي العربي نجيب محفوظ والحائز على جائزة نوبل في الأدب. وهذه القصص ليست جديدة في تأليفها، ولكنها جديدة في نشرها، فهي من أوائل القصص التي كان يكتبها هذا الكاتب في أول حياته الأدبية، وكانت هذه القصص القصيرة تنشر له في المجلات والجرائد، وخاصة في مجلتي الرسالة والثقافة، في الثلاثينات من القرن الماضي، أي مضى أكثر من ستين عاما على نشر هذه القصص، ولم تكن شهرته بدأت بعد ككاتب قصصي في مصر في ذلك الوقت، فهذه القصص هي من بواكير إنتاجه، ولم تصدر في كتاب من قبل صدورها في هذا الكتاب. كنز للدارسين: إن هذه القصص القصيرة والتي كتبها أحد الكتاب الكبار، تعطي للدارسين فكرة عن صور الحياة اليومية في ذلك الزمن، وعن التطور الفكري والقصصي لدى هذا الكاتب، فمن هذه القصص القصيرة نبعت الروايات الطويلة، بل إن فكرة بعض هذه القصص هي نفسها فكرة الرواية، ولكن بمسمى مختلف، أي أن الكاتب طور فكرة القصة وحبكتها، لتكون رواية طويلة مثل قصة (الهذيان)، ففيها روح وفكرة روايته الطويلة (السراب)، وأما فكرة وخاتمة قصته القصيرة في هذه المجموعة (ثمن زوجة) فهي موجودة أيضا في روايته الطويلة (بداية ونهاية). وهذه القصص تمثل مرحلة من مراحل التكوين الفكري والأدبي عند هذا الكاتب الكبير، ومرحلة القصص القصيرة، أو بداياته الأولى في كتابة القصة القصيرة، لم تلق الاهتمام الكبير من النقاد والدارسين لفكر هذا الكاتب، علما بأنه نشر ما يزيد عن 80 قصة قصيرة لا يزال الكثير منها لم يجمع في كتاب واحد حتى الآن. مواضيع قصصه: جميع هذه القصص هي صور من الحياة اليومية للناس، فكل إنسان له قصة في حياته، فهناك المريض الذي يصارع المرض ولا يجد قيمة الدواء، وهناك الزوجة التي تفقد زوجها، ولا تجد وسيلة للحياة الكريمة مع المحافظة على شرفها، وهناك الزوجة المعينة لزوجها المكافح من أجل تعليم أفضل. إن أفراد وأبطال هذه القصص هم الأفراد الذين نتعامل معهم ويعيشون بيننا، فهناك الفوال، والسائق والمدرس، والخباز، إنها قصص وصور لا يخلقها الكاتب بل يقولها، ويلونها بلون نراها فيه بوضوح. الهذيان: تتميز هذه القصص وهي من بواكير إنتاج الكاتب العالمي نجيب محفوظ بوجود حبكة قوية، ومشوقة للقارئ مما يبقيه أسيرا للقصة لمتابعتها، ففي قصته التي تحمل عنوان الهذيان يجد القارئ نفسه متابعا لأحداث غريبة، لزوج يحب زوجته ويتفانى في خدمتها، وتصاب هي بمرض مميت، ويسعى لعلاجها بكل ما يملك، حتى أنه يبيع ساعته، وجهاز المذياع ليغطي بعضا من العلاج المطلوب، ويزداد المرض على الزوجة وتبدأ في الهذيان وتتحدث في هذيانها عن زوجها الحالي وعن حبيبها السابق الذي لا يزال في عقلها الباطن، وتنطق باسم هذا الحبيب الذي لا يعلم عنه هذا الزوج شيئا، وتبدأ الشكوك والغيرة في نفسه، ويتوقف الهذيان بالحصول على الدواء، أراد أن يعرف حكاية هذا الحبيب المجهول، فمنع عنها الدواء ليستمع إلى بقية القصة، ولكن الزوجة ماتت. أصيب الزوج بنوع من تأنيب الضمير، وشعور كبير بالذنب، بأنه هو الذي قتل زوجته بمنع الدواء عنها، وأراد الخروج من هذه الدوامة وسافر إلى بيروت بحرا، ولكنه ولم يستطع أن يتغلب على هذا الإعصار الفكري الذي ملأ حياته شقاء، لأنه شعر بأنه هو الذي قتل هذه الحبيبة على ظنون وشكوك غير مؤكدة. فما كان منه إلا ان أراد ان يقتص لحبيبته من نفسه بنفسه مما فعله فيها، فرمى نفسه في البحر انتحارا. الانتحار هو الخاتمة: في بعض هذه القصص يجد القارئ تشابها في النهاية، واختلافا في الوسيلة، ففي هذه المجموعة نجد أن الانتحار هو نهاية بعض القصص، وهذا أمر كان يستعين به الكاتب في بداية حياته الأدبية، لأن الانتحار يمثل أقصى مرحلة في الدراما الإنسانية، والصراع النفسي، الذي يرغب الكاتب في توصيله للقارئ، ويعتبر هذا الانتحار حلا لعقدة القصة وحبكتها، ولكن مع تطور الرؤية لدى الكاتب الكبير نجد أن المعالجات للمآسي تنوعت واختلفت، لذا فقد تحولت بعض هذه القصص إلى روايات لوجود رؤية أخرى استحسنها الكاتب ليعالج القضية من وجهة نظر أخرى. في انتظار النجاح: هذا الكتاب سيكون موضع دراسة واهتمام من النقاد والقراء، فالكاتب مشهور جدا بل إن إعادة تجميع هذه القصص وإصدارها، هو مشروع هام وضروري، فهذه القصص لم يقرأها أحد من الجيل الحالي، ولم تخرج في كتاب سابقا، وتعتبر ثروة أدبية وفكرية ودرسا مفيدا للمبتدئين في عالم القصص والروايات. ???