الدليل غير الرسمي لنظام غذائي مأمون

إن كتابي في الحقيقة هو دليل بكل الأساليب المتوفرة لتنقيص الوزن. وبصفتي اختصاصية تغذية وكاتبة في مجال الصحة، فإنني على علم بكل المفاهيم الخاطئة، والآمال الزائفة، والدولارات التي تصرف على أنظمة تنقيص الوزن غير الصحية وعديمة الفائدة. لقد تولدت لدي الرغبة بتحذير الناس من الحيل والدجل. إن ثمة برامج وكتبا أردت أن أخبر الناس بشأنها. هكذا قدمت جانيس جبرين Jans Jibrin اختصاصية وخبيرة التغذية الأمريكية لكتابها الدليل غير الرسمي لنظام غذائي مأمون وتعتبر جانيس نموذجا للمتخصص الجاد الذي يعيش في وسط هوس الحمية ومشكلات السمنة. وقد جاء كتابها هذا استجابة لهاجس المقاومة لما يجتاح الساحة الأمريكية من الكتب الرخيصة والتجارية التي تسعى للأرباح المادية دون النظر للحقائق العلمية ولعل حصيلة جانيس من المعرفة والممارسة، سواء منها التي وضعتها في كتابها أو في برامجها العملية، قد أكدت بصورة عملية إدراكها للكثير من الممارسات الصحيحة أو الخاطئة ممن يحاولون معالجة زيادة الوزن أو السمنة لديهم أو لدى غيرهم. عبر هذا الموضوع سوف تطرح لنا جانيس بعض آرائها حول الحمية والرجيم لعلها تعطي أبعادا أخرى لموضوع تخفيض الوزن. برغم الجهد هناك زيادة رغم أن الكثير يبذلون جهدا شاقا لإبقاء أوزانهم طبيعية، إلا أن أوزانهم تزيد وأصابع الاتهام هنا تشير إلى أمرين: الأول هو تزايد مدة جلوس الأشخاص أمام شاشات التلفزيون أو الكمبيوتر وألعابه، والثاني هو تزايد حصص الطعام. فسلاسل المطاعم السريعة تقدم للناس هذه الأيام وجبات ذات حجم كبير للغاية بأسعار تقل عن أسعار الوجبات المنتظمة، ومن ذلك تضاعف حجم الفطائر مرتين وثلاث مرات خلال الأعوام الخمسة عشر المنصرمة، كما تعرض المطاعم العائلية على المرتاد طبقا من الباستا يكفي لإطعام أسرة بكاملها. الأنظمة الغذائية الموجودة تشويش وتجارة غني عن القول أن غالبية الأنظمة الغذائية التي يتولع بها الناس لفترة قصيرة هي أنظمة غير متوازنة، كما أن البعض منها تفوح منه رائحة الخطورة، وقد راجعت الكثير منها في كتابي. وبالرغم من أن واضعي هذه الأنظمة يضعون لها في الغالب أسسا منطقية علمية، إلا أن هذه الأنظمة لا تستند إلى علم مؤكد. ولاشك أن الناس ينقصون أوزانهم بالتقيد بهذه الأنظمة الغذائية، لكنهم في العادة يعودون لاكتساب ما فقدوه لأنهم يتعبون ويشمئزون من تجنب تناول الخبز، أو تناول الكثير من اللحوم، والشعور بالجوع حتى مع تناولهم لغذاء يتضمن 1000 من السعرات الحرارية، وكذلك الجري باتجاه الحمام كل ساعة لكثرة ما أكلوه من الأناناس والبرقوق. منها أنظمة جيدة ..ولكنها مستحيلة التطبيق! فبناء على ماسبق، قد نعلل سبب فشل الأنظمة الغذائية المنتشرة بين الناس بأنها أصلا فاشلة في ذاتها، ولكن النجاح قد لا يحالف أنظمة غذائية جيدة أحيانا، والسبب ببساطة يكمن في مدى استعداد الأشخاص لتغيير أسلوب حياتهم، أو بمعنى آخر قد يسأل الإنسان نفسه.. هل حان الوقت لتغيير أسلوب غذائي اليومي؟ لأنه إذا لم يحن فالحكم هو الفشل. وهذا ما أشرت إليه في كتابي باختبار الجاهزية. وقد حصلت على هذا الاختبار من كيلي براونل اختصاصي علم النفس المعروف. وقد سمح لي باستخدامه، والاختبار يحدد استعداد الإنسان النفسي لممارسة نظام معين. والسبب الآخر لفشل الأنظمة الغذائية ناجم عن الآمال الوهمية التي تتملك الناس بما سيحدث لأجسامهم. وربما كان ما نسبته 1? من الناس مهيؤون وراثيا لامتلاك جسد عارضة أزياء، ومع ذلك، فقد غدا ذلك هو المقياس الذي نعتمد عليه. إن محاولة تنحيف جسدك للحصول على جسد مثل ذلك هو بداية الإخفاق، في حين أن الوصول إلى وزن صحي يعد أمرا أكثر قابلية للتحقيق. لقد وضعت في كتابي وصفا للوزن الصحي، وعرضت لكثير من الاقتراحات حول السبل التي يمكنك بها أن ترضى عن جسدك. كيف تتعرف على صحة النظام الغذائي؟ حتى تحكم على أي نظام غذائي يعرض عليك، ما عليك إلا أن تأتي بهرم دليل غذائي ثم قارن. فإذا كان النظام الغذائي يشمل المجموعات الغذائية ولا يحول دون تناول أي أطعمة، ولا يضع قواعد للجمع بين الأغذية فإنه عندئذ يعتبر نظاما غذائيا جيدا. لا توجد رصاصة سحرية إن كل من يحاول عملية تخفيض الوزن بحبة دواء أو نظام غذائي غير متوازن هو واهم، فلا توجد رصاصة سحرية. إن البداية تنشأ من العديد من العوامل، منها ما يمكن تعديله، ومنها ما لا يمكن تعديله، مثل الوراثة، رغم أن شركات المستحضرات الطبية تحاول وبصورة محمومة تطوير عقاقير تستأصل بعضا من المسببات الوراثية للبدانة ولكن!! نعم الوراثة.. أمرها آخر فقد أظهرت الدراسات التي أجريت على أشخاص تم تبنيهم أن أوزانهم تعكس غالبا أوزان والديهم البيولوجيين لا من تبنوهم، وقد بدأ العلماء مؤخرا بتسليط الضوء على مورثات البدانة في الإنسان. بيد أن المورثات ليس بوسعها أن تشرح الزيادة المثيرة في معدلات البدانة في الولايات المتحدة الأمريكية. فالمورثات لا تتغير إلا بعد مرور 50000 سنة عليها. كما أن معدل البدانة قد زاد بنسبة الثلث تقريبا خلال 20 سنة! ليس بوسعك أن تغير شكلك الأساس، ولكن يمكنك أن تتحكم بثقلك كيفما شئت. وأخيرا كيف يمكن للشخص أن يطور الحافز لديه ويحافظ عليه؟ هذا سؤال في غاية الأهمية. إن جزءا كبيرا من تطوير الحافز يدخل في عملية تنقيص الوزن فيما يبدو، وذلك في مرحلة الجاهزية الخاصة بكل شخص، وليس في إجراء تغييرات هائلة في الوزن . كما أن المساندة عنصر هام مشاركة الأصدقاء في مزاولة التمارين الرياضية وتناول طعام صحي مع الزوج أو الزوجة. وثمة مواقف مؤكدة تساعد على ذلك مثل استخدام الأخطاء كتجارب تعليمية عوضا عن البحث عن ذرائع للتحول إلى الطرق القديمة. هذا وقد جمعت في كتابي معلومات حصلت عليها من باحثين درسوا الحافز على تنقيص الوزن.